expr:class='"loading" + data:blog.mobileClass'>

الخميس، 2 يناير 2014

مغامرة مذهلة ل جول

من أين نبدأ ؟؟ من أول يوم... كقصص الحب و روايات العشق نبدأ من الأول تماماً و نفصص بهدوء كل التفاصيل المهمة... و حيث أن أجمل قصص الحب تبدأ باللقاء الصدفة فكذلك حال قصتي...حيث أنّي أحب الصُدف و قد يعود ذلك لنزعتى لعدم الانتظام أو الكسل أو المحاولة للاحتفاظ بالقدرة على الدهشة  لكن المهم انه لم يحدث و أن قررت قراءة  كتاب سواء روائي ام تحليلي ام حتى قصص مصورة بناء على نصيحة او مقالات ترويجية كتلك التي تعج بها صفحات المجلات المهتمة بالشؤون الثقافية أو حتى الجرائد المجانية التي تُوزع في المترو.
لن ابعثر وقتك الثمين بأكثر الامور المحببة إلي و هي الثرثرة عن نفسي  و سأبدأ فوراً بتعريفك بأهم الشخصيات الكرتونية التي أتابعها مند سنوات ... إنه جول بطل مغامرات المسجلة باسمه:
مغامرة مذهلة ل جول
Une épatante aventure de Jules
و هي سلسلة من القصص المصورة الفرنسية و التي تصدر بشكل ألبومات كلٌ منها يمثل جزءاً مستقلاً و مغامرة جديدة و تحديّاً عقلياً جديداً
 جول هو يافع فرنسي يقيم مع اهله في العاصمة باريس و يقضي وقته بين مدرسته, كمبيوتره و مغامراته الفريدة ذلك أن جول سافر في الفضاء و تعرض لقانون النسبية و تعرف على اصدقاء من خارج المجرة ثم عاد ليعيش مغامرة في كهوف الارض العميقة التي استعملها انسان ما قبل التاريخ قبل ان يعود في الالبومات اللاحقة ليتعرض في كل مرة لنوع جديد من المغامرات الغريبة المذهلة... ما جذبني في هده السلسة هو أول ما يجدب العاشق: له فيزيك أي الشكل
فنظرة
خطوط المؤلف إيميل برافو الواضحة لها رونقها الخاص و شخصياته الغير متكلفة تجذبني بإطرافها الرقيقة و بساطة ملامحها مما يعطي المشاهد مساحة اكبر للخيال كما أن الالوان الباهتة و التي تميل للأصفر الباهت لا تؤدي العين فتركز بشكل اكبر في المشهد دون كلل او ملل و تؤكد على الطابع الواقعي للقصة فتشعر بأنك تشاهد فيلما لويس اندرسون. زواية الرسم محكمة و قدرة برافو لتجسيد الاوضاع الجسدية لشخوصه تجعلني أتخيلها تتحرك..
ثم ابتسامة
العامل الثاني المهم في متابعتي للقصص المصورة عموماً هو الابتسامة فصفحات الالبوم تمتلئ بكوميديا الموقف و اللعب بالجمل و الكلمات حيث من الممكن و بينما تتابع بشغف جدل عميق عن ولع الانسان بزيارة الكهوف لأن في ذلك مماحكة للعودة لأحشاء الارض الام أن يدخل الاخ الاصغر لجول الصالون و بحركة غبية يعرّض الباحث جارهم لخطر الموت برمحه القنّاص فتنقلب الأحداث رأساً على عقب و يقرّر الاب معاقبة الأخ بإرساله مع جول و جارهم الباحث في رحلة استكشافية لأحد الكهوف.... أو أن تقرأ تعليقاً ساخراً عن الكائن الفضائي سالسيفي الذي لا يمتلك جهاز استشعار للحمض النووي في مركبته لأنه فضّل توفير النفقات للحصول على اوبشين تغيير الالوان...
ثم سلام فكلام
أهم ما يميز مغامرات جول هو كمّ الكلام و نوعيته في السيناريو.. فمن ناحية قد يتفادى الكثير من محبّي القصص المصورة متابعة سلسلة جول بسبب كمية الحوار فيها حيث تمتلئ كوادر المشاهد بالمناقشات الطويلة بين شخوص القصة ..لكن السبب في ذلك هو أن المؤلف يجعل من شخصياته محاورين لمسائل حيوية و عميقة .فلا يكتفي بالاستناد للحقائق العلمية  لما يقدمه بل يعرض عبر الحوار بين شخصياته الآراء المتباينة من أقصى اليمين الى أقصى اليسار حول نقاط خلافية سواء أخلاقية أو علمية لما يتم عرضه....فمثلاً في إحدى المغامرات يسترسل المحاورون و عبر عدة صفحات في مناقشة تطور انسان ما قبل التاريخ و  النيادرتالي او عن الجدل الاخلاقي حول الاستنساخ و شعور كل من الاباء و الابناء تجاه عملية الاستنساخ أو قد تجد نفسك تتسأل معهم عن مشاكل التلوث و دور رؤوس الاموال في تحديد سياسات الدول في ذلك...
أخر إصدارات هذه السلسلة هو أليوم خطة عن المذنب و الصادر عام 2011 و الذي قدمته لنفسي كهدية للعام الجديد و الذي رغم الكثير من الملاحظات عليه - و هي ملاحظات عامة عن المطبات التي تتعرض لها القصص ذات الاجزاء المتعددة – يبقى مخلصاً لروح الالبومات السابقة بما يحمله من تسلية و معلومات و تشويق....

قصة حب لطيفة أليس كذلك......


2 يناير: اليوم الخامس و الثمانون بعد المئة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق