expr:class='"loading" + data:blog.mobileClass'>

الأحد، 21 أغسطس 2016

شيء لطيف

ارسَلَت لي فيديو وهو تقوم با رتداء ملابسها..نبهتني قبلها أن ما سترسله ليس كما اعتقد. لا أدري كيف كان لها أن تعلم ما يمكن أن اعتقده لكني لم اناقش كثيراً. كنت انتظر بصبر، و بإثارة و أيضاً بتوجس.
قالت ، في شرحها لعرضها الغريب، أنها، و من فترة، تفكر في تسجيل لحظات حياتها. تلك اللحظات الاعتيادية اليومية. بررت تلك الأُمنية الغريبة بأنها قد تكون نوع من التأمل، مراقبة الحركة  او ربما محاولة للتأكيد على وجودها الحسي، اثبات أنها تعيش فعلاً.
" من صغري و انا بحب يكون عندي مرايات كتيرة بكل مكان. بحب اتطلع بالمراية وراقب حركتي بالمشي او القعدة او الاكل."

فتحتُ الملف المتضمن تسجيلها بعد عناء.  من رداءة الصورة توقعت أنها استعملت كاميرا الكمبيوتر. الصورة معتمة قليلاً رغم ان التسجيل كان أثناء النهار. كانت تقف مواربة على يمين الكادر، عارية سوى من ملابسها الداخلية.  ظهرها منحني قليلاً و ذراعاها مرتخيان. رقبتها مائلة للامام.  بدت ملولة. ثم سحبت بلوزة من على طاولة قريبة و ادخلت ذراعيها في بدن البلوزة و مدتهما حتى وصلتا للاكمام و ظهرتا في طرف الأردان. اليدان أمسكتا قبة البلوزة و شدتاها قليلاً قبل أن ترفعاها نحو رأسها. أوقفت استعراض الفيديو و اتجهت بهمة نحو مرآة الحمام. الوحيدة التي أمتلكها في شقتي. نظرت لصورتي في المرآة ثم هممت بخلع التيشرت القطني و وأعدت ارتداءه. هكذا عدة مرات قبل ان اتوصل لطريقة ارتدائي له. أنا فيما يبدو أقوم أولاً بإدخال رأسي في قبة التيشرت ثم ادخل ذراعيي، كلاً على حدة، في الأكمام. اليمين أولاً، ثم اليسار.
عدّتُ لكمبيوتري و تابعت المشاهدة. كانت ترتدي بنطلوناً قماشياً من لونين. هذه المرة كانت ترتدي مثلي تماماً، أقصد هنا ادخال قدم في طرف البنطال حتى أخره ثم القدم الأخرى في الطرف الآخر. لكن لم أتأكد إن كنت اكرر نفس الترتيب الذي عمَلته، اليسار ثم اليمين.
لظمت زر بنطالها ثم السوستة و رتبت أطراف بلوزتها فوق البنطال قبل أن تقترب من الشاشة و توقف التسجيل.

بقيت جالساً إلى طاولة غرفة المعيشة الضيقة وشعرت بشئ من الاحباط. لم أكن حقيقة أتخيل أن ما سترسله سيكون بهذا.. بحثت عن وصف مناسب فوجدت كلمات كبؤس، بواخة، تراخي، كآبة..
صرفت باقي المساء و انا أتسكع في السوق ثم التقيت بصديق و قضيت السهرة معه على قهوة حتى الثالثة صباحاً. في اليوم التالي، فتحت التسجيل من جديد و أعدت مشاهدته. كررت ذلك مساءً. في صبيحة اليوم الثالث، كنت أشاهده وأنا استمع لموسيقى أفلام قديمة.  حاولت رسمها. رغم أني لم أرسم من مدة.
اتصلت بها في نهاية اليوم الرابع. بدت متثاقلة وكانت ترد بجمل قصيرة قبل أن يستهويها موضوع ما و تبدأ بالحديث عنه باستغراق. كنت اسألها و أبدي الاهتمام بالتفاصيل فقط لتستمر المكالمة. ثم في النهاية سألتني إن كنت قد شاهدت الفيديو فأجبتها بنعم وقلت لها أنه كان شيئاً لطيفاً وهكذا انهينا المكالمة.
في سريري وأنا أحاول النوم باكراً للحاق بموعد مهم في صباح اليوم التالي، فكرت كم كانت كلمة لطيف كبيرة جدا على التوصيف المناسب. كان عليّ أن أقول: لقد كان التسجيل رهيفاً على الروح، خفيفاً على القلب ورقيقاُ للعين.

السبت، 6 أغسطس 2016

سيرة ذاتية

عليّ أن اكتب سيرة ذاتية. عليّ أن اتحدث عن نفسي، بلغة العمل، عليّ أن أسوّق لنفسي، لفضائلي, لنجاحاتي. أن أصقل مظهري و ألمّع واجهتي. أن ألوّن عيوني. لعل المشتري يهتم. لعله يقترب. ولعله يبذر لحظات قليلة للاهتمام بما يمكن أن أقدمه.

ولكن، ما الذي يمكن فعلاً أن اقدمه؟ ما الذي حققته فعلاً؟ هنا تكمن مشكلة من نوع خاص. إذا كان ولابد من الحديث عن ما حققته و ما أملكه من قدرات فعليّ أن أنظر للماضي، لبضع السنوات القريبة او البعيدة التي طالما حاولت الهرب منها. عليّ أن ألتفت للوراء و اقطف منه ما يساعدني للهرب منه؟ للهرولة نحو المستقبل؟