expr:class='"loading" + data:blog.mobileClass'>

الأحد، 5 يناير 2014

ابصق على الفقير..سوريا مثالاً

كما تكتشف اقذع الشتائم عندما تتشاجر مع جيرانك و تكتشف كمية القرف و الحسد التي ينظرون اليك بها, ستكتشف نظرة التفوق العرقى او الايديولجي او الاجتماعي و غيره من الامراض المستعصية ايام الحروب و الصراعات و الكوارث

اليوم و في وسط الحرب الطاحنة في سوريا و في خضم الازمة الانسانية الخطيرة تتكاثر على مواقع التواصل الاجتماعي صور من هنا و هناك للبشر و الحجر و حتى الحيوان و ما آلت إليه أوضاعهم... من قليل عاينت صورة لحي في وسط حمص عاصمة الثورة السورية بامتياز و اول هدف لاجرام النظام السوري
الصورة للحي قبل الثورة في سنة 2011 ثم صورة له و من نفس الزاوية حاليا و بعد كل القصف و الحرب التي دارت في حمص كمحاولة من النظام لقمع الحراك السلمي و اشدد على كلمة سلمي في بداية الثورة ...

الصورة حصلت على تضامن الالاف و بعضهم شتم نظام الاسد و الثوار و بعضهم كاد يبكي...طبعا فالصورة تصور حيا جميلا في وسط حمص حيث الناس المرتاحين الذين يملك بعضهم سيارات خاصة .. الحي يمثل صورة للناس ابناء النعمة الذين يأكلون جيدا و يعيشون جيدا و ربما يحملون الشهادات العالية و يتكلمون لغات..
صورة ثانية لطفلة سورية رائعة الجمال بعيون ملونة تبيع العلكة في شوارع الاردن..نفس رد الفعل..كل هذا الجمال يتشحطط في الشوارع و يتبهدل...
ردود الفعل تشي بأمراض شتى لا استطيع تصنيفها لاني لست دكتورة نفسية لكني اتسأل :
لماذا لم يبكي احد على 300 ألف بني ادم الذين لجأوا من الجزيرة السورية نحو جنوب دمشق و درعا في 2003 بسبب الجفاف القاسي طوال عشر سنين  الذي ضرب الارض التي تشكل سلة سورية الغذائية من أيام فجر التاريخ ؟ ذلك الجفاف الذي طالما حذر منه الجزراويون لكن النظام السوري الفاسد و من يدور في فلكه من عائلات تتوارث التجارة و المال و طبقة من الوصوليين المارقين لم يتحرك قيد انملة و لم يهتم و لم يضع حتى خطط لاحتواء الازمة المريعة التي ضربت الجميع و سبب بانهيار زراعة القمح و القطن في سوريا ...
 لماذا لم يضع احد صور هؤلاء اللاجئين و هم يعانون الامرين في اوضاع صعبة مماثلة لما يعيشه لاجئي الحرب السوريين اليوم؟
لماذا لم يزعل احد على عمال اليومية في شركات البترول و مصانع الكلور و معظمهم بدون اي تأمين و من النساء المرضعات؟ لماذا كان من يدافع عنهم يحارب و يشتم؟ لماذا كانوا يقبلون بالتعتيم الاعلامي الوسخ على كل ذلك البؤس؟
تسألني لماذا ؟
هههه لانهم فقراء يا عزيزي.. طول عمرهم معترين و لا يشبعون اللقمة و ما يحدث لهم هو تغيير جزئي في اوضاعهم و لابد انهم تعودوا على البؤس
لانهم فقراء و الفقر كثير في هذا العالم و علينا ايجاد طرق للخلاص منه ...ثم ان الجنة للفقراء. الا تؤمن؟

بالنسبة لصورة الطفلة المسكينة فلا أظن انها كانت ستحصل على نفس التفاعل لو كانت سمراء بعيون صغيرة و انف بارز ...لا أظن ؟ بل انا شبه متأكدة..
تسأل لماذا؟
خخخخخ لك هدول اطفال شوارع أبصر مين اهلها.. و يمكن من قبائل الجيتان السورية كالقرج و القرباط... بعدين وشها يقطع الخبز من البيت ...اتركها خليها تبيع العلكة و تدبر لقمتها و تعا نشوف الاغنية الجديدة لاختو لالله نانسي عجرم....

نعم هذه هي الحقيقة يا أنسانيين
هذه هو ما يحدث يا حساسين
لانه لو كان للألف شخص الذين عملوا شير لصورة الحي الحمصي الجميل لو كان هؤلاء الالف قد اهتموا و لو بشكل طفيف بمن هم أقل منهم حظاً في المجتمع السوري,
لو اهتموا لقضية لاجئي الجفاف بمجرد توقيع ورقة تطالب بأعطائهم ارض مجانية بدل الايجارات الخيالية التي كانوا يدفعونها لنصب خيمهم,
لو كانوا يهتمون بضحايا التخطيط العمراني الوسخ,
لو كانوا يهتمون بالعمال المسروقين و المعدمين ضحايا التفليسات التي حصلت في اواخر ال2008 في حلب,
لو كانوا اهتموا قليلا بقضاياهم لما وصل الحال لما هو عليه اليوم

أهمل المعدم و الفقير, اسرق قوت يومه او استغله, ابصق عليه لو لمس ثوبك النظيف الماركة .... و ستجده يوماً ما واقفاً امام بيتك الدافئ و شعره يلتهب ناراً و عيناه مسكونة بالموت
الثورة السورية و الثورة المصرية و الثورة التونسية و ما حصل و سيحصل في أيران و ما حصل و سيحصل في العراق و ما سيحصل في السعودية كلها ليست سوى تطبيق جزئي بسيط للانتقام الذي زرعته انت عمداً في قلوب المهمشين

وقتها ستقف تنظر للصور القديمة و تبكيها و تقول انظروا ماذا كان حالنا من قبل الثورة بنت الكلب...
نعم ستبكي  يوم لا ينفع البكاء و صرير الاسنان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق