expr:class='"loading" + data:blog.mobileClass'>

الجمعة، 17 يناير 2014

حيث أنام

كيف سمحتَ لها بالاقتراب منك؟
كيف؟

كيف تركت لعينيك العنان للتعلق بها؟
كيف؟

ألم تستدل خديعة الحواس من تعلقي بك؟
ألم تفهم حرمة قتل العقل من لهفتي عليك؟

انت لا تستخف بي
لكنك تستخف بغضبي

انت لا تهمل ألمي
بل تنسى انك قد تتألم

انت لا تجهلني
إنما تجهل نفسك

قد لا أملك من الحضور ما يجعلني أقارُن بها
لكنها لا تملك الخيال الذي هو مملكتي

قد لا أملك رموشها الطويلة
لكنها لن تقوى على إخفاء النار التي تتّقد في عيناي
عيناي حيث تسكن أنت

نعم, لديها ذراعان طويلان صلبان يذكرانك بألهة الاغريق
لكنها لن تستطيع يوماً احتظانك كما أفعل

كفاها مزينان باصابع طويلة مستقيمة ملفوفة بالدلال
لكنها تجهل نحت التعاويذ على وجهك كما أفعل

اصمت, لا تحدثني عن صدرها الوافر و جذعها المتموج و سيقانها الصلبة
اصمت
اصمت, فإنت تعلم
و انا اعلم
و هي تعلم
أن لا شئ يضئ كالامل, يثير التفكير, يوحي بالامان كقصور الرخام
لكنها, أي القصور, لم تكن يوماً قادرة على مواجهة مؤمنٍ قررّ الانتقام
و انا
قررت الانتقام
رسمته في خطوط الحياة التي تشق باطن كفيّ
غنيته ترتيلة راهب يستعد لملاقاة وحوش المظطَهدين
و كتبته على صفحات الطريق حيث تطأ قدماك كل يوم

هه, ستتصنع الضياع في أقبيتها
لكنك ستختبأ من فراغ قاعاتها الصامتة

ستدّعي الاحتماء بصلابتها
لكنك ستتجمد بين عواميدها الصماء

و ستعود
تتسلل من زوايا الشوق و تثير اللهفة


ستعود
تحمل رايات الصلح و تعرض الوفاق

ستعود
ليس خوفاً من العقاب
بل أملاً في الاقتراب

ستعود
حيث رقة ماء الجدول

حيث تهوّر ريح المطر

حيث تنمو براعم الاحلام

ستعود
حيث أنام

هناك 3 تعليقات:

  1. حين تكتبين قصصا ً , يضيء الحرف أكثر مما في الخواطر كهذه :)
    لكنني لا أنكر إعجابي بما كتبت ِ , و إن لم يأسرني كالحكايات ..

    ردحذف
    الردود
    1. ساضع واحدة كمان ثم اعود للقصص
      :))

      حذف
    2. هي مدونتك إيبي , لكنني تركت رأيي للاستئناس به ^_^

      حذف