expr:class='"loading" + data:blog.mobileClass'>

الأحد، 30 مارس 2014

شبح

تقترب من شئ لمّاع
يثيرك بريقه
فتضع كفك عليه لتتلون بألوانه
و تكاد تتوحدّ به
ثم تبتعد
كأنك تمتصّ قوة خفية من غيرك لتعيش
ذلك أنك بدون شكل
بلا لون 
 و لا حتى رائحة

السبت، 29 مارس 2014

في الطريق الي الجحيم ...

- كيف تقتل؟؟
كيف تصبح قاتل؟؟
كيف تهدي الموت ؟؟
كيف تزرع الصمت؟؟
و كيف تؤدي كل ذلك بحرفية عالية ؟؟
بسيطة
بسيطة جدا
ما عليك سوى ان تكره
- كيف تكره؟؟
- عليك ان تصبح بقلب اسود
- و كيف ذلك؟
- لوّنه, لوّن قلبك بالحقد..
- إزاي يعني؟؟
- انت قلبت عامية ليه؟؟
- عشان أفهم ..قوللي بقى: إزاي يعني ألوّن قلبي بالحقد؟
- يعني ... اااه , اااه
- إيه؟؟
- الله, استنى شوية انا كنت باسترسل بأفكاري بالفصحى و انت جيت فصلتني و بحاول أرتب افكاري..
- يعني هو الاسترسال في أفكارك حول القتل و الحقد و الكره مش بينتظم إلا بالفصحى؟ و للا هو استهبال و بس؟ قول انك ما بتعرفش اي حاجة و قاعد تهرتل عليّا و فاكرني هاصفقلك..
- لا و النعمة انا بجد كنت بحاول اشرحلك ازاي تقدر تكون قاتل و بشكل فعّال ..
- إيه فعّال ديه كمان؟ انا عاوز اقتل بس مش عاوز اعمل حاجة تانية..
- يعني أقصد انك تقتل و تنجح في ده
- هو في ناس بتقتل و ما بتنجحش في عملية القتل ؟
- أوية طبعاً, مش ممكن انك تحاول تقتل لكن المحاولة تفشل او ان الهدف ما بيموتش بسرعة و يفضح اسمك او ان حد يشوفك او ان المعمل الجنائي يكتشف بصماتك؟
- لا, حكاية المعمل ديه مش مشكلة, بس معاك حق من حكاية ان المحاولة تفشل و الهدف ما يموتش بسرعة..كمان انا عاوزه يموت بعد ما يتعزب, عاوزه يتمنى الموت و لا يشوفه..
- انت عاوزه يموت و للا عاوزه يتعزب؟
- هو في فرق؟
- الله؟ طبعاً في فرق..
- طب اقولك ايه انا عاوزه يتعزب...
- كده, اسمحلي اعتذر منّك, أنا مش هاقدر اساعدك في الحكاية ديه...
- ليه كده؟
- عشان التعذيب بينطلق من اشياء اخرى غير الاشياء اللي بينطلق منها القتل
- إزاي؟ مش التعذيب عاوزله حقد و كره برضه
- أوية بس عاوزله رغبة كمان
- رغبة ؟ مش ديه اللي عشان الحب و الكلام اللي لا مؤاخذة
- ايوه , عليك نور... هي نفس الحكاية , لازم يكون عندك الشوق و التلذذ بألم الهدف
- انا اتلخبطت بصراحة, طب حضرتك مش ممكن تساعدني في الحكاية ديه
- لا انا بعتذر, انت ممكن تنزل الدرج ده و تدخل شمال تشوف حد يساعدك
- طيب, انا متشكر يا عم
- أهلا و سهلا, ده انا اتمنى أخدم. .....أنا كنت فين؟؟ اوية.. القتل ..أن تقتل

الأربعاء، 26 مارس 2014

بحبك

و بحبّك متل ما بحبّ الشمس
بتحرقني, بتلوّن خدودي
على جبيني و عند الرسغ
دقيّت وشمك, ختمت عهودي

الجمعة، 21 مارس 2014

رؤيا

كان هناك جمعٌ غفيرٌ أمام البوابة الزمردية
انظم الي الحشد الصامت و هو يتحسس رقبته
كان الناس يتقدمون ببطء نحو الابواب المطعّمة بالذهب
و عندما وصل نظر إليه الملاك مقطباً جبينه:
- أين علامتك؟ سأله
أدار الرجل وجهه يميناً ليُظهر رقبته..
- أأأه , قال الملاك متفهماً ثم تردد ثواني قبل أن ينادي على رفيقه الذي قدم حالاً و بدأ يعاين رقبة الرجل :
- إنها غريبة, قال هذا الأخير
توقف الرتل الطويل عن التقدم وراءه بينما الملاكين المفتولي الجسم يتهامسان أمامه
لحظات ثم نادى الملاك الثاني على ما يبدو أنه المسؤول الذي هبط بسرعة من قمة البوابة العالية و لمست قدماه بخفة الارض بينما خفض جناحيه العظيمان :
- إن هذا مخالف للتعليمات تماماً, صاح هذا الأخير بحسم قبل أن يكمل: هذا مخالفٌ تماماً للتعليمات, لا الشكل و لا المكان...
نظر للرجل شرزاً متوجساً ثم سأله :
- هل هو ملاك من وضع لك هذه العلامة؟
- نعم, أجاب الرجل بخضوع..
- غريب, قال الملاك المسؤول متردداً قبل ان يكمل:  إذن زودني حالاً باسمه..
- كانت جميلة ..قال الرجل بحلم

السبت، 15 مارس 2014

الريبة


تلك الافعى السامة التي تزحف على ظهرك بهدوء و صمت
فيصمت عقلك و تهرب روحك لتختبأ في زوايا معتمة
كطفل صغير خائف

لا ادري كيف تسللت الافعى نحو جسدي
كيف زحفت على اطرافي و وصلت لعنقي
كل تركيزي كان منصب على الخوف الذي اعتراني ما ان لاحظت حراشفها اللماعة تقبض على صدري
لا اعلم اين كان رأسها
رأسها مخيف فلم احاول البحث عنه
رغم النزعة للتوقف التام عن الحركة حسب تعليمات غريزية
إلا أن قلبي بدأ يطرق بشده و عقلي يهرول في الهواء من حولي
كم هو جبان هذا العقل!
انه اول من يتركك و يتخلى عنك يوم تشتد عليك الصعاب
كم هو جبان!
القلب على العكس يبقى كالمهاجم الشجاع
يصيح و يزأر في أهبة لعمل اي تحرك
كم هو جبان هذا العقل!

إذن
عقلي تركني
و بقيت مع قلبي الخافق نرقب حركة الافعى بريبة
روحي
كأي طفل
عادت بهدوء
بدأت أولاً بإخراج راسها من مخبأها
كانت قد اختبأت في درج صغير حيث انجيل جدتي القديم و مسبحتها
روحي صغيرة جداً
لازالت طفلة
و لا زالت تصنع الجلبة و تزعج بغوغائيتها

إذن
مدّت رأسها بوجل خارج الدرج
و عندما وجدت ان الافعى لم تهجم بعد
قررت ان تقترب لتعرف ما يحدث بشكل افضل
روحي فضولية جداً
لحد المخاطرة

خرجت و اقتربت
ثم جلست تعاينني انا و لا تعاين الافعي
هي تكره الخوف
فتتعمد عدم النظر لاصل الخوف كأنها تلغيه بذلك

إذن كنت انا و قلبي المسكين و روحي الطفلة
و كان علينا ان نتعامل مع الافعى
ناقشنا بكلمات متقطعة و حركات ايدي مرتعشة الخطط الاستراتيجية
تحدثنا باقتضاب عن لونها و طولها و عرض حلقاتها
روحي اقترحت ان لون الافعى مزعج «مبهج اكثر من اللازم» و انها كانت تفضله غامق مطفي
لا اعلم حقا ما الفائدة من ذلك لكنني اخذت ذلك بعين الاعتبار
نعم كان اللون trop voyant
و ذلك لا يتناسب مع شخصيتي

و هنا همس عقلي من بعيد
همس و كأن الافعى ليست صماء بل تسمع كل شئ
نسيت ان اقول ان افعى التوتر بالذات هي افعى صمّاء
فلا تسمع و لا تهتم بكل الاسباب و المناقشات و الجدالات الموضوعية منها او الغوغائية
المهم
إذن عقلي قال ان الملاحظة مهمة جدا و ان ذلك يعني ان سبب التوتر و مصدر الافعى هو شئ خارج عني
سببته لي ظروفي
و ان ذلك قد يُحسب لي

كم هو جبان هذا العقل!
لكنه مفيد في بعض الاحيان

قلبي بقي يدق بعنف و لم يتحدث كثيراً و هو ما ازعج عقلي

عقلي كان يريد تطويعه
من مهربه هناك في ابعد نقطة في الغرفة و بحديثه الهامس و جبنه
كان يريد تطويع قلبي الخافق الشجاع الصامت

و بقينا هنا عند هذه النقطة
عقلي بعيد و يهمس و قلبي لا يردّ عليه بينما روحي تراقب بلهو طفولي و انا مسجونة بجسد الافعى
بقينا هكذا حتى اليوم و لا أدري متى سينتهي الامر

السبت، 8 مارس 2014

هتننقم ؟

الكلمة اللي تقتل و النصل اللي بيدبح
بينزّ الدم زي كابوس بشع 
و تشوف وشك بينعكس عليه 
قد ايه البقعة اللي بيعملها الدم كبيرة
 قد ايه يحلوّ الضياع في كرهه
.
تقوم 
تقف 
أخيراً 
تقف على حيلك 
و تقرر الكره طريقك 
و الحقد اول الخطوات
و الانتقام اخرها
و انت و هو و الزمن الطويل
.
ساعات من الهلس الجنوني في محاولة يائسة لإيلامه
ساعات من الانتحار الروحي 
في محاولة بمعدلات نجاح بسيطة 
لجعله يندم
عليّ صوت الموسيقى على الاخر 
و اقفز في نص الدم زي الملسوع 
ما انت يا حبة عيني شبه ميت
الحقد أكل وشك 
و الدمع جرّح اهدابك 
خبّط برجليك على ارض الكفر
ارض الواقع 
خبّط عليها يمكن تتكسر 
خبط يمكن تنهار الارض معاك
خبّط برجليك الحافية على أدمية زائفة و انسانية للمدللين بس
خبّط ....حد عارف جهنم اللي تحت الارض شكله إيه
خبّط
مش يمكن يكون احسن من الوجع اللي انت فيه
خبّط 
مهو مش معقول تموت من غير ما ترفّس

الأربعاء، 5 مارس 2014

رماد

و عليكِ بالصمت
ثم الاغتسال من المرارة التي تلوث صدرك
هكذا قالت
هكذا تفعل القديسات
هكذا يقبلك الرب في ملكوته

لا تنظري للحجرة اللماعة في بطن الساقية
انها ليست سوى حصاة
لا تقربي شجرة التوت
فهناك يختبأ الرجل

احذري
قالت لي
تعالي معي لنصلي في غرفة الخُزن
حيث أشعل كل يوم قنديلاً للرب
حيث أحرق الأنا

و مضيت معها
حيث غرفة الُخزن
حيث رائحة المونة
 برغل و رز
أوعية المربى 
و اوعية المخلل 
جنباً الي جنب
دخلت معها
و أشعلنا قنديلاً للرب

هكذا تفعل الاماء
قالت لي و هي تركع على الارض الترابية
إماء الرب
هكذا يقبلك القدوس
واطئة

صلينا
أشعلنا شمعة قديمة
و احرقنا البخور
للرب
لأيقونته الازلية المعلقة على حائط غرفة ترابية
بعيدة
معزولة 
متروكة بكنوزها
كالعالم

فليغسل رماد القناديل القديمة يداك اللامعتين
كأيدي فتيات المدينة
و ليمتلأ صدرك برائحة الزيت المقدي
قالت جدتي 
و لتحرقي الأنا 

لقنتني هامسة
هذه المرأة 
هذه الصورة لامرأة 
امرأةٍ كانت 
قبل ان تحرق الأنا امام اله مختفي في ايقونته الصفراء
فلم يتبقى منها سوى وجه مطيع

فقل لي ايها المختبئ في الضلوع
اجبني يا حبيبي العنيد
اعنّي يا ايها العذب
و قلي لي كيف اوهبك 
قلبا لم يبق منه سوى الرماد

الاثنين، 3 مارس 2014

انتظر

ها إني انتظرك من جديد..
اترقب و انتظر
و لا أمِلّ
و لا أمل
ها اني اقاوم كل نزيف العقل و متاهات الروح
و اعود لاقف حيث بدأت
و اعود لامشي حيث مشيت
و اعود لأضيع للمرة الالف
يفقد جسدي الرغبة و تفقد اليد اليد
و تفقد عيني نورها
جثة
اصبحت جثة
و تكاد اطراف اصابعي تتحلل
على اطراف انتظارك
اتمنى حقيقة ان يصبغ الدم اطراف ثوبك
ثوبك الذي هو غرورك
اتمنى انه يلوثه
فتنظر برهة و ربما تتذكرني
لكن الدم لا يخرج من الجثث
انه يتعفن و يتجلط في الاوعية
يصبح لزجا
و اسود
كاليأس الذي يصبغ قلبي
تغريني فكرة الموت فترتاح النفس
تغريني فكرة توقف الحياة
لكني انسى انني توقفت عن الحياة من زمن
توقفت
توقفت على ابوابك
انتظر