expr:class='"loading" + data:blog.mobileClass'>

الجمعة، 25 ديسمبر 2020

لو كنت معي

هناك بثر أسفل إبطي. صغيرة جداً لم ألحظها إلا صدفة. تكاد تكون بحجم رأس دبوس.

لو كنت معي ، هنا بقربي، كنت حدثتك عنها. كنت أمسكت يدك و واتجهت بطرف. إصبعك نحوها لتتحسسها و تقدر حجمها. 

كنت ستتظاهر بالاهتمام بينما يشي مظهرك كله بالتململ. قد تتحسس البثر الصغير وقد تهتم بتفحصه لمعرفة لونه. لا هذا ليس أنت. في الغالب كنت ستنصحني باللجوء للطبيب رغم معرفتك لكرهي للعيادات.

لو كنت معي، هنا بقربي، لكنت حدثتك عما تقاسيانه يداي في الشتاء. فمع هبوط درجات الحرارة واختفاء الشمس تذبل الحيوية في أطرافي كأوراق الشجر و تزداد حساسية جلدي للماء وتصبح أناملي هشة. تنجرح من طرف ورقة أو حزة كيس بلاستيكي. انظر! كنت سأقول لك وأنا أفتح كفي في الهواء أمامك، حتى الجلد أصبح خشناً ومع الجروح تكاد تكون يد طفل. 

كنت ستتظاهر بالاهتمام، بمراقبة يدي، وقد تتظاهر باكتشاف جرح جديد وقد تسأل عن سببه فأرد بإني جرحته حينما كنت أأرشف ملفات الموردين في الشركة أرفع أوراقاً من حواملها ااكرتونية لأوضبها في علب. لكن لا، هذا ليس أنت. 

في الغالب كنت ستشيح بنظرك وتقترح بمراجعة الطبيب. لو كنت تعرفني كما أعرفك لعلمت كرهي للعيادات.

لو كنت معي، بقربي الآن، كنت حدثتك عن شعري وقصتي معه. عن ازدرائي الطويل له ومعاملته بجفاء وإهمال. عن اكتشافي مؤخراً لطبيعته الطيبة مثلي، لاحتماله للفصول، ولصفاءه. هل كنت لتعترض على التوصيف الأخير؟ أو ربما تستهجنه و تؤنبني على عدم الوفاء بوعودي بدراسة اللغة والاهتمام بها؟ لكن لا، هذا لم يعد أنت.

في الغالب ستوافقني صامتاً هارباً مني غارقاً في أفكارك التي لاتهدأ.