expr:class='"loading" + data:blog.mobileClass'>

الخميس، 12 أكتوبر 2017

قصص بنحكيها

"اليوم، همست وهي تعدل جلستها قربه على الأريكة، موظف الشؤون كان بيخانق مرته مدري مين ع التلفون بصوت عالي و كان بيقول، I don't care about you? you think I don't care about you?"
جالساً أمام الشاشة 27 بوصة يتابع بعينان ملولتان مباراة هوكي صاخبة. لم يكن يصغي تماماً لما تقوله لكن صوتها كان يصله.
"ما عم افهم، قالتها وهي تنحني عىل كتفه، ليش الناس مهتمين هالقد انو يعرّفوا التانيين قديش هني بيهتموا؟" نظرت نحوه فجأة منتظرة منه إجابة ثم حتى قبل أن يحاول الاجابة أشاحت بوجهها و أكملت "بعتقد ال maturity بتكون لمن الناس بيستوعبوا انه مشاعرهم واهتماماتهم didn't give a fuck للتانيين." لخصت نظرتها للحياة.
كان حقاً غير مهتم، كعادته، او غير متفرغ للاهتمام، كانت أفكاره تدور في اتجاهات مختلفة بعيدة جداً ورغم رتابة صوتها و وهنه إلا أن كلماتها كانت تصله وتحدث الكثير من علامات الاستفهام او التعجب وسط شبكة أفكاره المعقدة. وفي كل مرة تبدأ إحدى العلامات بالتوهج أكثر والانتفاخ يبعث كلامها بعلامات أخرى مما يجعل مخططه لرمي هذه الاشارات خارجاً معقدة أكثر و مضطربة.
 كان كل هذا الصخب يؤدي لتكدس علامات قديمة غير متوهجة بالقدر الكافي لكنها لا تزال تكبر و تتوهج حتى تملأ مساحة عقله كلها : "مو كنتي حكيتي مرة أنه موظف الشؤون مطلّق؟"
استدارت نحوه بسرعة و عيناها تلمعان  : "أيوة أيوة، قالت مؤكدة .. أنا كنت قلتلك هيك بس كان قصدي أنه سبق و اتطلق ثلاث مرات.."..
ارتسمت في مخيلته ثلاث نساء إيطاليات بدينات منبثقات من ذكرياته في أول مسكن له في حارة للجالية الأيطالية واستمرت صور هذي النسوة بالتضخم في عقله بينما التف حولهم شريط سينمائي لمشهد مشية مونيكا بيلوتشي في فلم Maléna.
" يا الله، ما كنت متوقعة انك بتهتم بالقصص اللي بحكيها." قالتها وهي تبتسم وتقرص له خده بتحبب.