expr:class='"loading" + data:blog.mobileClass'>

الجمعة، 31 يناير 2014

مشروع قومي للحب1

لم يكن احمد عبد المنعم او عبادي كما يناديه اصدقائه يصدق ما يسمعه..كانت تهاني تشرح له بصوتها الهادئ الثابت - رغم بعض التهدج هنا و هناك في بدايات الجمل - تشرح له اقتراحها الغريب.
لم يرى وجهها على سكايب, كانت تقف جانب الكمبيوتر بينما ارتسم على شاشة لاب توبه حائط غرفتها الفارغ الا من بعض الملصقات الصغيرة. حركة صغيرة منها جعلته يلحظ شيئا من كتفها الذي سرعان ما اختفى...
في رسالتها منذ يومين التي سبقت هذا اللقاء, اعترفت له بان تهاني ليس اسمها الحقيقي و انه لا يعرفها تماما رغم انها تتابعه من فترة. تتابعه على كل حساباته. صفحة احرار التي يديرها مع اصدقاءه على الفيس بوك, حساب اسك اف ام التي يديرها مع صديقه علاء و حسابه الشخصي على تويتر باسم عبادي ثورة ..
كانت دوما هنا او هناك تعمل لايك,تسأل او ترد...
كانت تعرفه
لذا اختارته
- هو تقدر تقول انه مشروع أدبي, بررت قولها
نعم مشروع أدبي قال لنفسه و هو يحاول ان يمسك نفسه عن قول ما من شأنه ان يكسفها. كان صوتها لطيفا لكنه يعكس ثباتاً, كانت تنتقى الالفاظ بلباقة و رزانة.
كان منذ يومين قد اعاد قراءة كل ما هب و دب على حساباته الالكترونية ليتأكد ان من يتحدث له فتاة حقيقية و ليست مزحة سخيفة او مقلب.
عرف حسابها - تحت اسم السفيرة عزيزة - و انتبه الى انه كان دوما يحبذ تعليقاتها الثاقبة و تساؤلاتها المهمة..
 لم يسأل نفسه يوماً من تكون السفيرة عزيزة
لم يكن يحب التخيل
كان يفضل الامور الواضحة
الوجوه الصريحة
و الفتيات الصامتات
صمتت فجأة و كأنها تترقب منه إجابة لكن افكاره كانت قد توقفت عن متابعة حديثها و هو يحاول فك شفرة الملصقات الصغيرة البعيدة على حائط غرفتها...
اجبرته اخيرا على الكلام:
- رأيك إيه؟
- ماشي, قال بسرعة....
هنا رفعت يمناها أمام الكاميرا ليرى كف يدها الصغير و هي تلوح له :
- ماشي, اتفقنا, باي
و اقفلت الكاميرا

تبادل رسائل عاطفية في محاولة لتحفيز العقل الحالي على تجربة اصبحت قديمة و غير محبذة للكثيرين. فكر في نفسه. هو لا يعرفها رغم تأكيدها له انها رأته عدة مرات وجهاً لوجه في الكثير من الامكنة..

ما الذي يمكن ان يخسره؟ تسأل. رسالة كل اسبوع.
- ماشي, ردد صوته في فراغ غرفته مع دخان سيجارته ...

في اليوم التالي و في تمام الحادية عشر و كما قالت له وصلت اول رسالة. رغم تسفيهه للمشروع إلا انه كان امام شاشته منذ نصف ساعة يراقب الهوت ميل.
 كان عنوانها: من الاول
جاء فيها:
من الاول عشان لكل حاجة أول
من الاول هنفتح بيبان الصراحة
من الاول : مافيش سكة للأباحة
انا عارفة انت بتقول ايه دلوقت: ديه مش نافعة تعمل شعر
انا عارفة
انا ما بزعلش
انا فعلا مانفعش اكتب شعر و لا نثر
ويمكن ما انفعش لحاجات كتير
بس انا كده
زي ناس كتيرة
و زي و لا حد
هتقول اني مجنونة
هقولك هو انت لو بصيت في المراية و كررت الكلام اللي قلته في الشارع قدام القصر العيني لتوفيق عبد الرحمن لمن جه يقولنا روحوا بيوتكوا
لو عملت كده, هتعرف انا مجنونة ليه
تصدق انا مش زعلانة لو قلت عليا مجنونة
انا حاسة اني هاعتبرها غزل
مش انت اللي مرة قلت في تويتة:
الجنون قدر الذين يواجهون الجبروت عرايا؟

مرة واحد قاللي انتي مجنونة عشان قلت فكرة معينة
وقتها زعلت قوي و حسيت اني هموت
لان الجنون اللي هو اتهمني بيه كان العته الاقرب للغباء
بس لو انت قلتلي مجنونة
بحس انها هتكون حاجة تانية خالص

هترد عليا انا عارفة
ما تكذبش على نفسك و عليا و تخليني استنى اسبوع
ما تقولش انك مشغول
ما تقوليش انك مش معبرني
ما تقوليش انك مش نافع في كلام الغرام
ما تقوليش اوهام
اصلك ما بتكدبش
اصلك مش هتعرف تنام
.
.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق