expr:class='"loading" + data:blog.mobileClass'>

الجمعة، 3 يناير 2014

و لكُلّ شئٍ أفةٌ من جنسه

نغزه بقبضة يده على أعلى كتفه كما كان يفعل دوماً :
- وليد...
ثم عاد يهزه بشكل أقوى هذه المرة حتى فتح وليد عينيه فعاجله بالقول:
- يللا بقى إصحى
- في إيه؟ ...
- الست حلم3 اتصلت. قال أخوه محمود و هو يناوله الموبايل فاعتدل وليد بسرعة في سريره و حدّق في عيني أخيه كأنه يبحث عن مصداقية ما سمع ثم أخيراً سأله:
- إيمتى؟
- دلوقت ..
- قالت إيه؟ عاد يسأل
- ولا حاجة. أجاب محمود ببرود و لا زالت يده ممدودة نحو أخيه بالموبايل..
- يعني إزاي ولا حاجة؟ اعترض وليد و قد أفاق تماماً فجلس أخيه إلى جواره على السرير و قال:
- مش انت بعتلها رقم موبايلي امبارح على توتير خاص؟ اهي اتصلت النهاردة و لمن سمعت صوتي أردّ رجعت قفلت تاني.
أغمض وليد عينيه و فتحهما بسرعة محاولاً استيعاب منطق أخيه ثم قال أخيراً:
- طب مش ممكن ما تكونش هيّ؟
- لأ هيّ, أجاب محمود بملل و قد أشاح وجهه عن أخيه ثم أضاف, الرقم غير معرّف و أنا حسيت زي ما يكون في حد على الخط بعدين هي صاحية من ساعتين و هات يا صور رومانسية على تويتر..
هرش وليد فروة رأسه بعصبية و هو يفكر في ما فعله. منذ فترة -و خصوصاً بسبب سفر خطيبته لسوهاج بسبب زفاف احدى قريباتها- وجد نفسه يعاني فراغاً كبيراً و هي الحجّة الرسمية التي اخترعها ليهرب من مواجهة نفسه بأنه لا يشعر بالاكتفاء العاطفي مع شيرين. كانت جميلة و كان متحمساً جداً يوم عرفته أمه عليها و تحدث معها بحظور عمتها و أمه و جارة, أيقن و لا زال يعتقد بأنها فتاة مناسبة جداً لمشروع الزواج و العائلة. لكنها كانت عملية جداً. فرغم إبداءها اهتماماً بما كان يقوله و يكتبه لها من خواطر أو ما يتقاسمه معها من كتابات و كتاب مفضلين إلا أنه كان يعلم جيداً أنها و بكل بساطة لا تنتمي لهذا العالم من الحلم و الخيال. و كان ذلك يؤرقه.
لذا يوم طلب منه أخيه استشارة في الرد على فتاة في تويتر, ابدى وليد همّة و تسلية باكتشاف هذا العالم الذي لم يكن بعد قد اكتشفه. بعد يومين من استعمال حساب أخيه بشكل مشترك, ركزّ مع حساب يدعى حلم3 و يحمل صورة لغابة من شجر الحور يقطعها درب ترابي متمايل. وقتها أكّد لأخيه أن الحساب هو لفتاة و بعد عدة تويتات تتمحور حول الشعر العربي الجاهلي بدأ ينفذ بها نحو أبيات من الشعر الاندلسي فوجدها تعلم ما لا يعلمه و تردّ عليه بذكاء و تحفّظ لكن بسلاسة أكثر.
كل هذا و محمود يتابع مغتاظاً سرقة أخيه الاكبر و الاكثر دهاء منه لحسابه لكن وليد أقنعه انه يحاول فقط تعليمه كيفية التواصل مع الفتيات.
لكن و من يومين تطورت الامور فجأة و بدأا يتراسلان على توتير الخاص و في تهور غريب وجد نفسه يطلب من حلم3 ان تتصل به ليسمعها و هي تقرأ احد الابيات التي ادعت انها كتبتها. و تأكيداً لحسن النيّة أرسل لها رقماً لكنه كان رقم أخيه لتوجسه من ان تكتشف شيرين -التي ستصل اليوم القاهرة- شيئاً.
قام وليد أخيراً من سريره و تمشى في أرض الغرفة و هو يهرش بشكل مرضي جسده هنا و هناك حاله عندما يتوتّر ثم وقف يسأل اخيه:
- طب ما اترد انت و تشوف هيحصل إيه؟
- لا يا عم, قال محمود و هو يقف بدوره و يسلم اخيه الموبايل, انا ما ليش دعوة, انا لو كنت عارف اكدب كنت لاقيني مربّط مع دستة بنات.
- يعني إيه؟
- يعني تتحمل البلا الازرق اللي انت وقعتنا فيه.
- طيب , قال وليد و قد شدّ ظهره باستعداد و عزيمة, ديه أصلاً محاورة شعرية أدبية و اهتمام مشترك و بس و ما عنديش اي مشكلة اني اكلمها لو اتصلت.
و أخذ الموبايل من اخيه و كأن الاتصال سيأتي حالاً فردّ عليه اخيه باستهانة و هو يخرج من الغرفة:
- كويس, يا ريت بس تقولها انها في المحاورة الادبية القادمة تتصل على تلفونك انت.....

3 يناير: اليوم السادس و الثمانون بعد المئة

هناك 5 تعليقات:

  1. اعذريني , هو غلط اسأل ... لكن هي القصة خلاص خلصت ؟...ملهاش تتمة يعني ؟

    ردحذف
    الردود
    1. مثلما كتبت ذات يوم في مدونتي الثانية هلس انا لا تنتهي قصصي ابدا لكني اضع لها حدا قسرياً لانها لولا ذلك لن تنتهي ابدا
      هههه
      انا ثرثارة
      لكن قبل ذلك اود تحسين اسلوبي لذا امسك نفسي شوية
      ربما في يوم ما سأكملها ذلك انني لا انسى قصصي و هلاوسي
      :)

      حذف
    2. كنت أتمنى لو كان سؤالي نتيجة فرط التشويق :q
      لكن الحقيقة هي أنني شعرت أن القصة مبتورة ... ضائعة في الفضاء !
      أقصد ان لا فكرة لها ... الحدّ القسري الذي وضعتيه كان قبل الوصول للفكرة !..

      حذف
    3. زي ما قلتلك انا ممكن ارجع اقراها يوم و اكملها..المشكلة اني لمن اكمل تبقى طويلة و في ناس كتبتلي في قصة اخرى انها طويلة و يملون منها و كده
      لذا فانا اكتب هذه الايام بسرعة للحاق بالوعد مع منتدى حوليات للتدوين اليومي لكن الفكرة موجودة
      لكن
      ان كنت تحب ان تقرأ شيئا طويلا فأنا اعرض عليك قصة : انت فين
      في مدونتي هلس
      حوالي 52 جزء
      http://halasse.blogspot.ca/2013/10/11.html
      :)

      حذف
    4. ههههههههههه هو يعني يا جزء مختصر .. يا 52 جزء !؟!
      ع أي حال , أنا فعلا ً عندي نية اقرأ قصتك بتاع ال52 دي ,بس يعني قريبا ً ...

      و بهنيّك ع إصرارك أنك تلحقي الحوليات :)
      سعيد بالتعرف لمدونتك , و أدعو لك بالتوفيق الدائم

      حذف