expr:class='"loading" + data:blog.mobileClass'>

الاثنين، 20 يناير 2014

حلم ليديا

سأقتله 
رددت في عقلها و هي تواجه حوض الجلي الذي انتهت للتو من تنظيفه
عليّ ان اقتله
عادت تؤكد لنفسها
عشرون عاما و انا اتحمل هذ الثرثار و هذيانه, عشرون عاما
استدارت نحو اليمين حيث اعتادت ان تستطلع الخزانة ذات الالواح الزجاجية كأنها تبحث عن خيالها المنعكس عن ذلك الزجاج الاصفر المزخرف. 
نعم, قررت, عليّ التخلص منه , قالت ذلك و هي تتوجه نحو الادراج حيث سحبت سكينا كبيرة كان قد اشتراها ليون من زبونة أرملة جزّار .
بدأت ليديا تتقدم نحو الممر ثم توقفت لحظة و عادت ادراجها 
لا ستكتشف الشرطة الامر و قد يعلم ابنها ماركو بالحكاية مما سيؤثر عليه و قد يفسد عليه استعدادات الزواج
لا عليها ان تتصرف بسرية اكثر...على الاقل يجب الا يبدو الامر محملا بكل هذا الحقد
رغم ان ليون مزعج لكنه لا يستحق الموت مقتولا بسكين قد اشتراها هو 
وضعت ليديا السكين على الطاولة و وقفت تنظر في خزائن المطبخ حولها. ليس لديها سم فئران و لا حتى زرنيخ
كان عليها ان تستعد منذ كل ذلك الزمن الذي قررت فيه قتل ليون 
منذ عشرون عاما
منذ اول يوم التقته
قالت في نفسها انه لا يستحق ان تضييع القادم من عمرها معه لكن الامر كان قد حُسم كانت اختها تينا قد تحدثت له كثيرا عن اختها المطلقة و ابنها اللطيف و كان زوجها نياتزي ما فتأ يقنع ليديا بصديقه الكسيب ليون و بشجاعته عندما تعرضا يوما لمجموعة من السباراتيست الكيبكوا و كيف كان ليون يضرب ببسالة و يدافع عن جميع الايطاليين الذين بصحبته و لم يكتف بالهرب كالبعض
لكنها لم تقتنع بكل ذلك يوم رأت ليون بعينيه الصغيريتين الخجلتين و ابتسامته الرقيقة
لم يكن رجلا يستحق ان تسمع كلامه و تحرم نفسها من معاشرة الاخرين من أجله. 
لكن الامر كان قد حُسم و هي بردود فعلها البطيئة و عدم قدرتها على تنظيم جمل مقنعة وجدت نفسها تقع في فخ الزواج منه
لم تكن تملك ما تستطيع الدفاع به سوى كونها لا تميل له
هذا كان امرا لا يستحق الوقوف عنده كانت عمتها تردد. انت لست ملزمة انت تميلي , مثّلي عليه الحب و اربحي طعام ابنك
كانت عمتها تتحدث بسوقية مزعجة
يومها قررت ليديا ان التخلص من هذا الرجل سيكون بالموت 
عشرون عاما و هي تؤجل المشروع 
حتى انها لم تصلي يوماً ليسوع ليسرّع الاحداث و لم تشعل شمعة واحدة لمريم العذراء

يوم جاءها ليون منذ شهرين يحدثها عن نتائج التحليل, شكرت الرب من قلبها و ظنت ان الامر انتهى و ان عليها تحمل بعض الاشهر قبل ان تلبس الاسود و تتحرر من هذا الرجل الثرثار المتردد الرومانسي لدرجة النزق
لكنه اليوم عاد سعيدا يبشرها ان ما خافه لم يكن سرطاناً بل اضطراب في معدل الصفيحات بسبب أزمة برد حادة
نظرت لسقف المطبخ و هي تفكر: إذن عليّ ان اتصرف بنفسي
و كأن الله الذي في السموات سمعها فأشار عليها بالذهاب للكراج حيث كان ليون يوظب كل الجالونات الكبيرة هناك ثم عادت بجالون محلول غسيل زجاج السيارة الازرق و بدأت تعد الجلاتين
لم تتذكر اين قرأت او سمعت عن ذلك لكنها كانت شبه متأكدة ان هذه المادة تجلب الكثير من المشاكل و لذا و مع القحط الغريب في المواد السامة فقد قررت تجريب اي شئ
اوه, نظرت لكؤوس جيلاتين الفريز المائلة للاصفر بارتياح, سيأكل ليون الوديع كل هذه الكؤوس 
كم هو لطيف القتل من دون دماء ..كما أنه حل نظيف جدا 
لا دماء على الارض و الحيطان
لا صراخ و ارتباك
لا سحب للجثة
نظيف تماما 
كل ما عليها الان هو القيام بكوي قميصها الاسود المشغول الذي ارتدته يوم الاحد الماضي في عزاء جوني ابن عمها. لقد كانت تحب جوني و لو لم يمت لوضعته اليوم في قائمة عرسانها 
لذا و تقديرا له فهي سترتدي القميص الاسود المشغول على زوجها 
لكن من ستضع في مكان جوني على القائمة؟
اوه, لا بأس يا ليديا سيكون لديك الوقت الكثير للتفكير
عليك الانتظار يوم العزاء لرؤية من بقي منهم على صحته او على قيد الحياة
نعم 
نعم سيكون شيئا لطيفا ان تحقق اخيرا حلمها

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق