expr:class='"loading" + data:blog.mobileClass'>

الأحد، 12 يناير 2014

عملتها عملتها

طول عمري كنت أود الكتابة
بدأت بذلك قبل اللالتحاق بالمدرسة و كان اول شئ اكتبه بشكل طويل هو في عمر الخمس سنوات و كان رسالة من صفحة كاملة لرواد الفضاء اطلعهم على انجذابي لعالمهم و امنيتي ان اصعد يوما للفضاء الخارجي مثلهم
أمي التي كانت قد تركت تعليمها من الصف الخامس كانت الوحيدة التي ساندتني و أمنت بقدراتي لكن بعد سخرية لاذعة تعرضت لها من احدى قريباتي التي استشارتها امي لتوجهني في كتاباتي توقفنا انا و امي عن الحلم بأني املك شيئا لاقوله لهذا العالم
توقفت لأعوام و عندما كانت تجنح نفسي للكتابة اخفي القصاصات و الخواطر و لا أظهرها لأحد او ارميها. هذا الشعور بأنك أفّاق, كاذب و مدّعي لازال حتى الساعة و رغم السنين يحفر أخاديده الموبوئة في نفسي و يجيب على تسائلات كل من عرفني: ما سبب انعدام ثقتها بنفسها؟
لكن الكتابة او التعبير عن الذات لم يكن يوماً رفاهية او تمضية وقت بقدر ما كان حاجة للتركيز و الوعي بما نفكر به و ما نقوله و ما نحمله لما يحيط بنا
 كنت بشكل او بأخر أعي ذلك و كنت احلم انه في عالمٍ ما سأنشأ مدونة لإفرغ بها كل العته و اللغو -و شئ من الحكمة كما قال لي يوماً الدكتور المسؤول - و الاهم لأنّظم أولوياتي
لكن الخوف و الوجل من عدم القدرة على تقديم اي شئ يليق او السخرية كان أقوى من كل أمنية و من كل حلم...
فجأة و لظروف مختلفة و مختلطة قررت ان أنشأ مدونة
نعم
فتحت حساب و انشأت مدونة و بدأت اكتب كل ما يخطر على بالي
نعم 
عملتها
نعم 
عبرت الخط الاحمر المخيف الذي كان خيالي الطفولي قد رسمه لي 
و اصبحت لا اهذي لوحدي على اطراف صفحات الاجندات و الدفاتر القديمة
ياااااه كم هو سهل عمل مدونة
و كم هو حقير انتظار من يقرأ ما تكتبه و يعلق حتى لو بشتيمة
اول ما نسخته على المدونة هو قصة عاطفية
خخخخخ نعم
شيئا يشبه روايات عبير
عليّ أولا ان اوضح اننا كنا نعيش في مدينة صغيرة و كان الخروج بحد ذاته مشكلة فما بالك بشراء الكتب
كانت اختي قد تعرفت على فتاة تملك اخت هذه الاخيرة مكتبة كاملة من روايات عبير التي تبعثها لها خالتها من العاصمة و طبعا كانت اختي الكبرى تحرّم علي الاقتراب من الكتب -التي كانت تستعيرها- لانها لا تصلح لعمري
ذات يوم قرأت رواية حتى منتصفها في اقل من ساعة و لم اكلمها بسبب الكبسة التي جاءت
وقتها لم اشعر بأي انبهار و ردّدت في نفسي انني استطيع كتابة شئ كهذا. بعد سنوات و في محاولتي لكتابة شئ غير الخاطرة كنت اجد نفسي دوماً اقع في فخ الكتابة الرومانسية..ابدأ قصة عن عائلة تصدم بوفاة الام لأجد نفسي اشيح مع الابنة النظر من على جثة الام نحو ابن الجيران الواقف جانباً
ابدا قصة بوليسية عن محققة شابة تحقق في مقتل زوجة احد زبائن المكتب الذي تعمل فيه لاجد نفسي اجادلها حول الموظف الايطالي الشاب الذي يعمل في نفس المكتب ثم تقع في الحب مع من تشتبه بقيامه بالقتل
ابدأ شيئا عن الازمة السورية لاجد نفسي اتحدث عن فتاة سورية و لاجئ فلسطيني يلتقيان في شوارع مونتريال المثلجة
لذا فإني أود أن اقول شيئا
انا بحق اعتذر عن كوني اكتب قصصا عاطفية
كنت اتمنى ان اكتب شيئا كسنوات الحرب و السلام, ان اتحدث عن معاناة المساكين و اضطراب المتعبين, كنت اود ان اروي كل ما يعنيني من روحانيات و صلوات و تأملات في هذا الكون
لكني لا استطيع حاليا الكتابة الا عن الحب و المواعيد و الوله ...
شئ مخجل بحق
قد يعود ذلك لترسبات ما عالقة من ايام الطفولة و المراهقة التي لم اعشها تماما
لكنه بالتأكيد ليس مرضاً
كما أنه ليس أملة
فأنا شخصياً لم أفلح حتى الساعة بالانتهاء من قراءة رواية رومانسية مهما كان شأنها
أملّ سريعاً و انا لا استوعب فائدة الحشو و الاطالة في توصيف المجرمة التي يتبهدل البطل من أجل عينيها
كثيراً لا أفهم سرّ جمودها و أنزعج بشكل شخصي من تصرفاتها
أعتقد أني اتعامل مع الموضوع بشكل شخصي لانه لم يسبق لي بعيش اي حكاية حب
لكن هذا موضوع يستحق المناقشة مع طبيبي النفسي و ليس معكم
حالياً أنا أجد متعة كبيرة في الكتابة
و رغم خجلي من ذلك لكني قررت الالتزام بالاستمرار لانني لا املك اختيارا اخرا سوى الاستمرار...
لا استطيع العيش بدون كتابة بل لا استطيع الاستمرار بالعيش بعقل متوازن بدون كتابة
من الأخر كده
ما اكتبه قد لا يستحق القراءة لكنه حتماً يستحق الكتابة

هناك 5 تعليقات:

  1. الردود
    1. اوووووه شكرا طارق
      لا تتباخل بقول رأيك ...
      :)

      حذف
    2. مش هتباخل أكيد
      بس انت بتعرفي ازاي تلغي "كود التحقق" بتاع التعليق ؟

      أصل مرهق كل مرة أكتب تعليق ... احطه ! ...

      ------------
      ادخلي من الإعدادت >>>> مشاركات و تعليقات
      في بند : إظهار كلمة التحقق .... حطي عليه لا ....
      بعدين فوق .. في زرار : حفظ الإعدادات ...
      و كده يبقى تمام :)

      حذف
    3. خلينا نشوف .. طيب ... ههههه

      حذف