expr:class='"loading" + data:blog.mobileClass'>

السبت، 11 يناير 2014

تويتر . قراءة سريعة للتجربة

أخيرا و بشكل رسمي دخلت عالم تويتر الذي طالما سمعت عنه.. لم يكن تأخيري بالتطفل على ذلك العالم الافتراضي استهانة به بقدر ما كان انشغالاً و توجساً ...انشغالاً بالمئة و خمسين مشروع الذي يفيض بهم رأسي و توجساً من الرقيب الازلي الذي ما فتأ يراقبني منذ طفولتي و يسجل علي الملاحظات و يكتب فيّ التقارير...
تعريفي لتويتر هو انه اشبه بمقهى كبير يحتوي على خاصية انك تستطيع تحديد معالمه و حجمه, فلو اردته يكون صغيرا يحتوي طاولتين او واسعا تتباعد جدرانه ليمتلا بالبشر من كل الاشكال و الانواع... في هذا المقهى ايضا تمتلك خاصية طرد من لا يعجبك فتعمل له بلوك و هكذا و رغم وجوده فهو غير مرئي فلا ينغصّ عليك عيشتك في كونه مختلف عنك او حاقد عليك كما تدعي
مثله مثل اي مقهى شعبي لستَ هنا لسماع الاخبار و حضور المبارة بتسعيرة كأس شاي بل انت هنا للجلوس مع الناس و مشاهدتهم و سماعهم ..
و هكذا بدأت و اقتربت من الطاولات بحسب الاسماء التي اعرفها. فوجدت طاولة الكبار أوي... هؤلاء هم ناس معروفين خارج توتير و لهم شخوصهم الاعتبارية و يدخلون تويتر بهذه الاسماء و بصورهم التي تذكّر الناس بمصداقيتهم و مسؤوليتهم عما يقولوه. أول ما تلحظه هو ندرة دخولهم لتويتر و استعمالهم له كنوع من التعريف بأعمالهم و شئ من التواصل مع الناس العاديين .... بالنسبة للحالة المصرية فهم من المعنيين بالشأن العام من نشطاء و سياسيين و ممثلين و كتاب اعمدة في مواقع معروفة
هنا بدأت اتابع البوب: البرادعي, احمد سمير و بلال فضل
لو حصل و ان عمل احدهم لك رتويت او فيفوريت فأعلم انك مميز ... او هكذا قل لنفسك في محاولة لرفع المعنويات

في الطاولة الاقرب لهذه الطاولة تجد نفسك. و نفسك هذه هي أناس تتقاسم و اياهم الكثير من الافكار و الرؤى.... معظمهم لا يستعمل اسمه و صورته الحقيقية لكنهم هنا كلا منهم يحمل افكاره و هواجسه في محاولة لتخفيف تبعات الالم و الاثم عبر تقاسمها... المشهورون منهم صاحبوا الاصوات الاكثر علواً هم المبدعون الذي لم يصلوا بعد لعامة الناس و الذين في معظم الاحيان في انتظار تحقيق مشاريع مهمة...

هناك ايضا طاولة المعلومات :: معظمهم اناس يتابعون الاخبار بشكل جيد و يعَدّون مصدر هام لما يحدث ميدانياً كالنشطاء سواء في مصر او سوريا. معظم المصريين منهم يضعون اسماءهم و صورهم بينما قلة من السوريين يقومون بذلك و ذلك طبعاً بسبب الحالة الامنية في سوريا.

بعيدا عنهم تماما عثرت على طاولة واسعة كبيرة و صاخبة ...معظم التايم لاين الذي كنت افتحه بشكل يومي كان ممتلأً بصخب هؤلاء الصغار المندفعين.. لهم قوانينهم الخاصة و لوائحهم الخاصة و تغريداتهم الخاصة ايضا... و يتوجب على كل من يجلس معهم احترام هذه القواعد:
 اولا: التقدير من يرد عليك فهو يستحق ان تتابعه و تعمله فولو.. ثانيا لو عملتله فولو لازم يرد الجميل و يعملك فولو... ثالثا لو صاحب بجد تعمل رتويت... و هكذا وجدت نفسي و بدون ادنى جهد حاصلة على متابعة اكثر من خمسين افاتار خلال اقل من يومين... و هكذا بدأ التايم لاين (لم أعثر على ما يعادله بالعربية ) قد امتلأ بالتويتات ..
هم شباب (و شابات ) لطفاء أولاد ناس طيبين من الذين تتشابك امالهم و أحلامهم, معظمهم لم يسبق له الحب او على الاقل اقامة علاقة ... لازالوا في طور تكوين شخصيتهم ويعد ما يكتبوه خليطاً من جمل اعجبوا بها في مكان ما فكتبوها لتجد ان تويتة معينة قد قام اكثر من شخص و في اوقات زمنية متباعدة بكتابتها و الادعاء بأحقيتها او ربما نسيان انها ليست من نتاج افكارهم الخاصة.. كما تجد الكثير من الادعية و الحضّ على الصلاة و هو ما يعكس مدى القلق و التردد الذي يملأهم في فترة مهمة من تطور شخصيتهم و اعتقاداتهم. تجد ايضا تركيزا كبيرا على الهم اليومي الذي يتركز حول المذاكرة.. الكثير الكثير من مقاطع الاغاني الرومنسية و الخواطر الشبه شعرية او حتى غير شعرية عن الحب و الاخر الذي ما بنفرقش معاه... و كلها ليست سوى محادثة شخصية مع النفس حول كيفية ادارة العلاقات مع الاخر سواء كان هذا الاخر هو الاهل ام الاصدقاء ام حتى الحبيب الذي لم يظهر بعد... يتميزون بنشاط كبير من القص و اللزق مع القليل جدا من الابداع و تضييع الوقت... لكنه برأيي طبيعي جدا لهذه المرحلة من العمر
المشكلة الحقيقية مع تويتر تكمن في الادمان..اي نعم..الادمان..تجد نفسك تطالع ما كتبه اناس تهتم حقيقة برؤيتهم للعالم او لموضوع معين ثم و بشكل طبيعي ترد ثم تنتظر بين مئات التغريدات التي يحفل بها التايم لاين و تتجدد بشكل سريع ان يردوا عليك ثم تتنبه لشئ جديد هنا ..لتجد نفسك و لانك رديت على تغريدة للكاتب وائل جمال تضيع ساعة من وقتك في مطالعة ما كتبه أو ما أعاد تغريده كل الناس الذين تتابعهم و الذين لو زادوا عن المئة فأنت ضائع لا محالة.. تجد نفسك تتعرف على حسابات جديدة و تقوم بعمل اضافة و متابعة لاناس جداد لتخرج بعد وقت طويل و انت قد حصلت او لم تحصل بعد على الرد الذي كنت تنتظره.
يصبح الموضوع اشبه بحالة الحب .. حيث يقف العاشق على ناصية الشارع بدون موعد مسبق ينتظر مرور محبوبته و كل ما يجعله يتحمل البرد و المطر و التهميش و الوقت هو الامل انها ستمر بدون ادنى معلومة عن مواعيدها...  و هكذا تطالع لساعات تايم لاين مملوء بالغث و السمين من تغريدات هامشية بين اصدقاء حقيقين لمواعدة على شرب فنجان قهوة الى مهاترات ماجنة بين عدد من الساخطين الى اراء او اتهامات متبادلة بين فصائل و مفكرين و انت مثلك مثلهم و حالك من حالهم تعيد و تزيد و تقرأ و تعيد القراءة لتايم لاين طويل لا ينتهي و لفراغ قاتل لا يشبع من السرحان في خلاء دماغك
بعد شهر و الكثير من اللحظات المهمة استطيع القول اني لا افهم حقيقة فائدة توتير... فأي موقع صحفي اخباري او غير اخباري يقوم بالمهمة و زيادة.. حتى المنتديات فائدتها اكثر.. اعتقد ان تويتر العربي او فلنقل و حسب تجربتي القصيرة تويتر المصري يكاد يعيش اخر عصوره الذهبية فتلك الهالة الكبيرة التي صاحبت انتشاره من كونه يجعلك تقترب و تكاد تلمس كل من سمعت عنهم و قرأتهم او شاهدتهم قد بدأت تخفّ لتعريّ معها حقيقة ان تويتر ليس سوى شبكة اتصال عادية لكنها مفتوحة بحري حيث يستطلع الكل على ما قلته لصديقك و ما شتمته لخصمك.. و اصبحت كما يردد معظمهم اليوم بضان اوي

هناك تعليقان (2):

  1. أسلوبك مميز ... أقصد أنه يميزك , حين انهيت قراءة التدوينة أردت معرفة من كتبها .. و بالطبع كنت ِ أنت ِ : ظنّا و قطعا ً للشك باليقين :)

    أعجبني مقطع تحليل كلام المراهقين ... هناك وعي مُلفت للنظر
    أحسنت ِ
    كوني بخير دوما ً ..

    ردحذف
  2. شكراً جزيلاً ......:)

    ردحذف