expr:class='"loading" + data:blog.mobileClass'>

الأربعاء، 25 فبراير 2015

رفقة

- مشاغل مشاغل،  رددت جالسة مقابلها و هي تمزق كيس السكر الورقي الرقيق لتضيف محتوياته لقهوتها الساخنة،  مفيش حتى وقت انزل السوق مع مامي...
جاءها مشهد *مامتها*و قد صاحبتهما الى المستشفى و بقيت ساعات برفقة السيدة المصابة بقصور كلوي.
- بخرج من الجامعة على مكتب التدريب و الويكند مذاكرة..
نعم كانت تعلم انها مشغولة، ككل الناس، و لكنها كانت تعلم ايضا ان هذا هو اخر لقاء بينهما.  رفقة لطيفة نشأت بسبب ظروف الدراسة المشتركة و لم تكن لتستطيع الاستمرار و العيش اكثر و ابعد من هذا النطاق.  يكفي ان يغير احدهم اهتماماته او حتى توجهه الفكري ليموت ذلك التوافق السري الذي كانت دينا تسميه و هي تحتظنها بود صداقة.
- و انتي عاملة ايه؟ سألتها دينا مهتمة او مصطنعة الاهتمام كما حسبت..
اجابتها بإطالة و بتفاصيل.  لديها الكثير لتقوله لأي كان حتى لو لعامل المصعد.  كانت تعلم ان عليها استغلال فرصة وجود مستمع و لو غير مهتم.  دينا كانت تدين لها ببعض الامور.  لطالما رافقتها في مشاكلها مع مدرسيها و اهلها و خطيبها و لا تطلب منها الان سوى تصنع بعض الاهتمام في هذا اللقاء الاخير...
وعدتها دينا باللقاء مرة أخرى لوقت اطول.  بعمل شئ مشترك. كانت تلاطفها كمن يهادن طفلا خائفا قبل تركه لاول مرة في الروضة.
نعم،  التواعد بفرصة افضل بحديث اطول،  هكذا جرت العادة قبل دفن العلاقات الهامشية.
بعد ان ابتعدت عن الكافيه الصاخب وقفت قرب الحائط تصطنع الحديث بالهاتف الخلوي و هي تعاين دينا تبتعد نحو الشارع الرئيسي المقابل حيث ينتظرها خطيبها الجديد بسيارته. قد ترسل لها بطاقة دعوة للفرح او لا.  قد تحدث خطيبها الجديد بكل الاسرار التي باحت بها لها ذات يوم. قد تنساها تماما و لا تذكر حتى اسمها اذا ما عادت و رأت مصادفة صورة تجمعهما.  اعتادت كل ذلك.
اغلقت الهاتف عن المكالمة الوهمية و تقدمت في طريقها و هي تتذكر اول كلمة قالتها دينا عندما التقيتا اليوم : وحشتيني وحشتيني اوي...
نعم، وَحَشْتِك تماما كما كنت الرفيقة في وَحشَتِك...
كما يجب ان يكون الرفاق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق