expr:class='"loading" + data:blog.mobileClass'>

الخميس، 15 مايو 2014

مؤامرة المرايا الملعونة

هل سيلاحظ الوريد الرقيق الظاهر بلونه الازرق تحت العين اليسرى
عليّ ألا انظر نحوه مباشرة إذ ان ذلك سيتيح له اكتشاف الانعواج الطفيف في عظمة أنفي نحو اليمين
سأميل رأسي قليلا...لكن ذلك سيعطي انطباع بالدلال و انا اكره ذلك
يا ألهي
في بعض الاحيان اشعر اني اكتشف صورتي للمرة الاولي عندما انظر لهذه المرآة
انها تكشف كل العيوب بشكل غريب
حتى المسام الدقيقة لوجهي استطيع رؤيتها 
و ذلك يزيد من بشاعتي
انا بشعة
لابد ان المشرف على التوظيف سيقرف النظر باتجاهي و سيسأل نفسه كيف للزبائن باحتمالي و سيرفض توظيفي
هذا القميص غير ملائم البتة
هذا الاخضرار الغريب مزعج 
كأنه علم 
لا اعتقد ان الكريم الاساس الذي دفعت ثمنه غاليا يستحق كل ذلك المبلغ و كل ذلك الوقت الذي أضعته و انا استمع للبائعة تشرح عنه
كل عيوب وجهي بارزة و ظاهرة و لم يزدها المكياج إلا تلويناً
اللعنة 
لماذا اخترعوا المرآة؟
لقد استيقظت بعد نوم هانئ و كنت مملوؤة بالحيوية و سعيدة تماماً بأني أخيراً حصلت على موعد مقابلة للتوظيف في هذه الشركة.
كانت لدّي العديد من الافكار المرحة و كنت مستعدة للرفض بكل بأس 
لكن هذه المرآة اللعينة المثبتة بالحائط و لا استطيع تغييرها
هذه المرآة, ملأتني إحباط
لماذا اخترعوا المرآة؟
كيف كان الناس يمضون في حياتهم دون وعي بأشكالهم الحقيقية؟
و هل تعكس المرآة المظهر الحقيقي؟
ماذا لو كانت تكذب؟
لو كل الزجاج في هذا العالم يكذب علينا و يرينا غير ما نحن عليه حقاً؟
قد لا يكون الامر قديماً 
على العكس هو حديث العهد
من الممكن جدا ان يخترع احدهم او ان تدعم دولة معادية مشروعاً يهدف لأن تعكس المرايا غير حقيقة الاشياء
 و هكذا تعمّ الفوضى 
قد لا تكون دولة معادية بل ربما كوكب معادي
يا ترى منذ متى بدأت هذه الخطة اللعينة؟ 
بحسب ذاكرتي فهذا الوريد الرقيق تحت عيني لم يكن موجوداً عندما كنت شابة
نعم تحت عيناي هالتان واسعتان غامقتان و الجلد رقيق في هذه المنطقة و التجاعيد الصغيرة بدأت تظهر
لكن لم يسبق و أن رأيت أحداً و قد بان وريد او شريان في وجهه
العمة انطوانيت نعم لكن كان عمرها قد تجاوز السبعين 
يا إلهي 
لو ان هناك خطة حقيقية لتحويل المرايا بحيث تظهر ما يخالف الحقيقة و لو أن أحداً لديه القدرة على عمل ذلك, فإنهم من الذكاء بحيث ان تبدو الامور كلها طبيعية
نعم
لو أنني أفقت صباحاً و وجدت بثوراً بارزة في وجهي و توجهت للطبيب هلعة فهدأ من روعي من أنه لا وجود لأي بثور فأنني كنت سأكتشف المؤامرة
لكن الامر يحدث بشكل تدريجي و بخفة بحيث لا ينتبه لها أحداً
اللعنة 
المرايا ملعونة
كل هذه الاضطرابات الاقتصادية و السياسية و حتى الاجتماعية ليست سوى دليل على وجود شئ منظّم يتم حياكته في الظلام
و لابد انهم محتالون لدرجة أنهم يغيّرون في التكتيك كل مرة
تارة تُظهر المرآة الصورة أفضل بكثير من الواقع و تارة العكس تماماً
نعم
هكذا تغيّر إدوارد و بدأ يهتم بمنظره أكثر و يطيل النظر في المرآة الطويلة التي أشتريناها و زينّا بها بهو الشقة قبل ان يتم الطلاق
نعم 

هزّت ماجدولين برأسها موافقة إلى ما توصّلت إليه ثم اتجهت للتلفون تتصل لتلغي موعد المقابلة ثم تعاود الاتصال بالنمرة العامة لجهاز مكتب الامن القومي لتعرض عليهم الأمر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق