expr:class='"loading" + data:blog.mobileClass'>

السبت، 7 مارس 2015

كما يريد

تقدمت نحوه بهوادة و بطء،  تسترق النظر باتجاهه ثم تحول عينيها عنه و قد ارتسمت على شفتيها الرقيقتين ابتسامة ناعمة
تقدمت بخجل و دلع
كما يريد
حطت بوداعة على الوسادة يمينه و سألته باهتمام عن احواله و انتظرت بصبر و دعة اجاباته
كما يريد
لعله اليوم مشغول البال او بائس فيصحبها في رحلته المضطربة بالكلمات و الجمل و التصاوير المملة
قد يروي لها الكثير من الحكايات و ستسمعها مستأنسة دون ادنى محاولة للفهم او الاستفسار عن تفصيلة ما الا لو كانت من الذكاء ما يجعلها تفهم اي تفصيلة ينتظر عنها سؤالا
كما يريد
و قد يكون صامتا ساهما يجيبها باقتباض فعليها ان تفهم رغبته بالكتمان و تحترم خصوصيته فلا تزعجه اكثر
كما يريد
في كلتا الحالتين يقع على عاتقها مهمة تسليته و الترويح عنه،  و الاهتمام به،  تدليله و النظر الى بهاءه المطلق بعينين لا تشبعان و لا تخلوان من غواية
كما يريد
ثم تأخذه الى بعضٍ من عالمها،  جزء بسيط منه،  فسحة من روحها مخصصة لاعجابه، لنزهاته،  لقبلاته
لا اكثر
كما يريد
تسرح به فينسى ثقل واجباته اليومية و يزيح عن كتفيه ثقل تخيل الاحلام
و يسعد
يبتسم
يطمئن لها و يعدها بتكرار الزيارة
بتكرار هداياه
و عطفه
فتسعد
قبل ان تقوم لتنصرف
و قد اخذت اجرتها التي ستدفعها ثمن للكحل و الحلّي و ايجار الغرفة
و تمضي عن عالمه
كما يريد

هناك 4 تعليقات:

  1. من وحي جمال كلماتك ِ سيدتي ,,

    http://365-posts-1990.blogspot.com/2015/03/blog-post_11.html

    ردحذف
  2. الله جميلة اووي
    ومعبرة جداا
    وحزينة لابعد حد

    ردحذف