expr:class='"loading" + data:blog.mobileClass'>

الثلاثاء، 8 أبريل 2014

على عتبة القمر

احاول ان اكتب شئ مهم
شئ عميق
شئ ملهم
شئ يجعل من يقرأه يفكر للحظات في ما بعد الحائط الصامت الكئيب أمامه
شئ يجعله يحلم في ما وراء الجبل ذو قمة الحلم الثلجية المرسوم على لوحة رخيصة في غرفة صالونه
شئ يجعله يتخيل أوهاماً أكثر تلوناً من دخان سيجارة الرجل الجالس جواره
نعم
انها لمهمةٌ شاقة حمل الناس على فعل اشياء لم يعتادوها
التفكير في اشياء يهابوها
رؤية الوجه المختفي للقمر
القمر
هل تعلم ان القمر يطلّ علينا من بدء الكون بوجه واحد
و رغم ذلك انظر لكمية الالهامات التي يحدثها هذا الوجه
ماذا لو أطلّ علينا بوجهه الثاني
ذلك الذي لا نعرف عنه شيئاً
هل سنتوقف عن وصف جمال الليالي المقمرة
هل ستتوقف زوجة العم وانيس عن الصلاة له للتخلص من البثور الممتلئة على يد اختي
هل سأتوقف عن تأمله لقراءة قدر الايام القادمة
و لماذا يخفي وجهه
هل يخجل من دمامته
هل يخفيه كمؤامرة لإلهاء البشر عن النوم
هل يخفيه كهدية لحبيب قادم لا محالة
انا لا أخفي شيئاًً أيها القمر
أنا افتح لك قلبي و عقلي لأني لم اعتاد التخفّي
أفشل دوماٌُ في لعبة التخفي
ذلك أني أحبّ الظهور
أحب الهواء الطلق
أحب النوم على سطح بيت جدّي الترابي أكثر من غرف النوم الايطالية ذات الخشب المحفور
أحب الجلوس على عتبة البيت القديم لاقاربي اكثر من الكنبة اللفّ ذات القماش المخملي
أحب مراقبة الناس في الشارع اكثر من مراقبتهم في السجن
أحب أن يلفني شالك الفضّي بعذوبة اكثر من أن تدفأني بطانية صوف أفغانية
و أحب أن أتحدث كثيراً و أن أحلم أكثر
لعلّي يوماً ما أعرف وجهك الذي لا أراه
أو اكتشفه في رحلة علمية تطوعية من دون عودة
او لا
سأكتفي حالياً بوجهك الذي لم تشوهه نظرات كل هؤلاء البشر طوال كل هذه الالفيات
سأكتفي بما تجود به و لن أسألك أكثر
و سأنتظرك كل مساء

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق