expr:class='"loading" + data:blog.mobileClass'>

الجمعة، 25 أبريل 2014

النّت الحارس

شادي و عماد اصحاب من ايام الدراسة الجامعية و يعملان على تجهيز مكتب هندسي. و بينما شادي مستعمل قديم للسيبر نت و مرّ بكل مراحل التواصل عبرها فعماد لم يستعملها الا نادرا و بسبب سفره الحالي ازداد استعماله لها بشكل كبير.

عماد مضطرب و يتأخر عن الموعد اليومي لظهوره على النت
شادي:
- لسّه صاحي؟ اتأخرت ليه؟ خود شوف لقيت ايه..
-- مش عاوز اشوف حاجة ..
- ايه مالك؟
-- مفيش ...(ثم متحدثاً بجدية و مباشرة) بقولك حصل ايه عشان الصحيّة؟
- ما حصلش حاجة ...ما انا قلتلك ان احمد هيمر على الساعة سبعة يشوفهم
-- ماشي ...انا هاقوم
- عندك شغل؟
-- لا بس تعبان حبة
...
في اليوم التالي شادي ارسل رسالة على الانبوكس:
- لمن تفيق ابقى كلمني اصل احمد تخانق معاهم و ولاد الجزمة مش عايزين يدّونا ورق المنتَج 
-- و احمد يتخانق معاهم ليه؟ 
- أخيراً ظهرت...(رد شادي الذي كان دوماً اون لاين)
-- قوللي احمد اتخانق ليه؟
- اتخض لمن شاف نوعية الحنفيات مش مطابقة 
-- ازاي مش مطابقة ؟
- هو قاللي انه باعتلك يشرح كل حاجة ع الهوت ميل..انت ما استلمتش حاجة منه؟
-- لحظة...(عماد يفتح الهوت ميل) ايه شغل الحرامية ده؟
- توتو قشطة هالكاني اسئلة عليك من امبارح
-- مين؟ 
- توتو قشطة يا عم. ..بتاعت تعالى قوللي كلمة في رقبتي...
- سألتك ايه؟ (باهتمام)
-- حوارات غير مباشرة بس كلها تصبّ في خانة انك مرتبط و للا لأ.... شوف تويتر يا عم ... انت مكسّل تضرب زرار ؟
-- (عماد يفتح تويتر) انت رأيك كده؟
- و الله هي ما كانتش تعبرني قوي قبل ما حضرتك تدخل على الخط مع البروفايل ابن ** اللي انت حاطه
-- هغيره
-ليه كده؟ 
-- انا..... (يتردد ثم يعدل من جلسته و ينظر للشاشة امامه حيث صديقه المسطح و يسأله ببطء و تردد) انت ما بتخافش ان حد ممكن يكون مقرصن حساباتنا و بيتجسس علينا؟
- اااااه ..أنت صابتك المتلازمة ؟
-- متلازمة ايه؟
- المتلازمة اياها اللي بتحصل للي بيبتدوا ادمان النت... هتعدي ما تخافش .... يعني كمان شهرين
-- لا بجد .... انت مش خايف؟
- خايف (يقول شادي بصوت خفيض و عيناه لا تتوقفان عن مسح العالم أمامه)
-- (عماد باهتمام )..بجد؟ خايف؟
- اه طبعا ...بس المشكلة اني لمن تخيلت كمية البلاوي اللي ممكن الهاكر ده يكون حاصل عليها فهمت اني مهما عملت مش هضيف حاجة مميزة و ان التهمة لو موجودة مش هتنمحي...
-- انت بتعمل ايه على النت ؟ انت شاذ؟
- (شادي ينفجر ضحكا ) هههههه ...يخرب عقلك ... انت مش خجلان من نفسك و انت بتقولي ده؟ ده انت صاحبي يا راجل ههههه مش خايف تتشبه؟
-- (بجدية ) أمال بتعمل ايه ع النت؟
- (شادي يتوقف فجأة و يتحدث بجدية) مش حاجة كتيرة بصراحة...شتايم على محاولات هاكر على كلام مع بنات و صور و شوية حركات كده... ما فيش حاجة ذات شأن....

تمر فترة صمت يقطعها شادي بفتح مدونته القديمة و البحث فيها ......
-- اه ...ده في تعليق جديد.... (باحباط) مين الخرى ده : منتدى ماكينات؟

فترة صمت جديدة يقطعها هذه المرة عماد :
-- لو في حد يتجسس علينا بجد ,..
- ايه ياعم؟ بلاش جو الرعب ده 
-- لا مش رعب ..ده تفكير منطقي
- ما تفتح حساباتك يا عماد بيه ..هو انا سكرتيرك؟ 
-- في ايه؟
- تحسين و محمود و نجمة باعتيلي انك ما ردتيش من يومين على تعليقاتهم على صورك بتاعت فرح اختك... بيدّعوا انهم قلقانين عليك بس انا عارف انهم عايزين تعمل لايك.... 
-- (عماد في وضعيته المعتادة عندما يفكر , ساعداه مضمومان على صدره يكمل ) لو في واحد بيسجل لنا كل حاجة, يبقى لازم نستثمر ده ....
- ههههه ايه عاوز تعمل افلام ؟ انا كنت شاكك فيك من الاول يا بتوع الجيم انتو 
-- لا بجد, (ينظر عماد للكاميرة الصغيرة متخيلا التحديق في عيني صاحبه) لازم نستثمر ده, نعمل صورة لنفسنا تخلينا نحصل على فرص للوصول ليهم فوق؟
- او للحب ..(يقول شادي ساخراً ) و بتتهمني اني شاذ ههههه
-- خلاص بقى (يأمره عماد بهدوء فيصمت شادي بسرعة و تعود ملامح الخوف التي ظهرت قبل قليل على وجهه ليقول)
- و يمكن كمان تتقفل علينا البيبان و يتهمونا بحاجة...
-- انت شايف كده؟
- انا ما اعرفش .....انا ساعات بقوم بالليل و امشي في الشقة لوحدي ... بلفّ زي المخبولين و امشي جنب الحيطان...الزق فيها... عاوز اتخبى فيها....
-- احنا مكشوفين يا ابني... جيل بيعمل كل حاجة ع المكشوف ...بس رغم كده الخوف خانقنا 
- (شادي يتحدث بسرعة و هو يحرك يده التي تحمل السيجارة بالهواء ) هو لو في حد بيراقبنا  بجد  ؟ طب هيجيب ناس منين و اجهزة منين لكل الهري ده؟ ديه حاجة صعبة ...عايزة ميزانيات ضخمة
-- ممكن يكونوا مخترعين حاجة قوية جدا بتعمل الشغل ده كله....انت عارف انهم عندهم بارجة ضخمة مجهزة لتتبع بصمات الصوت في المكالمات؟
- اه عارف . بس عارف كمان ان ده مش سهل ..يعني برضه عاوز ميزانية ..ديه حاجة صعبة يا ابني ما تاخدهاش بالساهل... يعني هما الامريكان هيبقوا ايه يعني ؟ هيبقوا ربنا سبحانه تعالى؟

على ذكر الكلمة ينظر الصديقان كل منهما لشاشته كأنه يكتشف وجهه  ...تمر فترة صمت اطول من الفترتين السابقة 
اخيرا صوت كليك لاستقبال مسج خاص على الفيس يفيق شادي من تأمله فيتململ قليلاً ثم يقول:
- ما تروح تشقطلك بنت من قرايب عريس اختك؟ انا مش مستعد استحمل هبلك ده كمان شهرين .... 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق