expr:class='"loading" + data:blog.mobileClass'>

الثلاثاء، 2 يونيو 2020

الله ياخدني قديشني تافهة

كنت أود أن أبدأ النص بالحديث عن حقيقة وجود العبث في كل مكان وفي كل شىئ وفي كل التصرفات . ثم أيقنت أني إن كتبت ذلك فهو مجرد ترديد لما سبق وقرأته من خواطر محملة بالكثير من اليأس والملل. 
أحب أن أتخيل حياة هؤلاء الناس الذين يكتبون عن الظلامية والسواد والملل واليأس والحزن. أحب أن أتخيل مقدار الزيف الذي تحمله شخصياتهم وهم يتحدثون عن مرارة العيش بينما هناك من يمسح قاعدة الحمام بدلاً عنهم أو يحمل كيس القمامة الذي يحتوي قذارات هذا البائس و بقايا مخلفاته العضوية ويهبط به الدرج ويقترب بحذر من الصندوق الحديدي الأخضر الكبير متحاملاً على نفسه الجزعة من الرائحة النفاذة ومن الخوف الأزلي أن يخرج نحوه من هذه الأكوام المقلقة من الأوساخ جرذ أو قط، فيستعين بقوة ساعده و قدراته الذهنية ليرمي الكيس المحمّل ب الفوط الصحية الملوثة بجلطات دموية أو مناديل ورقية ملوثة بمخاط أو براز أو سائل منوي أو بقايا أضافر مقصوصة من أبعد نقطة ممكنة باتجاه الهدف ثم يعود أدراجه منتصراً.  
أتخيل هذا المتبرم بالحياة مضطجعاً يتفكر أي قدرٍ جعله يولد لحياةٍ يحتقرها بينما يقف أحدهم في المطبخ يعد له بعناية شديدة فنجان قهوته.
أقول هذا و يقيني أن ما أقوله و إن لم يكن صحيحاً فهو باعث على الراحة إذ يكسبني شعوراً ما بالفخر من تفاهتي و تفاؤلي الغير مبرر هاتان الصفتان اللتان لم تجلبا عليّ سوى النبذ والاحتقار من هؤلاء العميقين فهم يكتسبون الهم لأنهم فهموا عدمية أي نضال وعبثية أية محاولة فما زالوا يتفكرون في حتمية الموت وظلامية القدر بينما نرتع نحن المبتهجون كالأبقار الشبعة والخواريف الساذجة في خواء فكري وعقلي ونفسي.
أقول هذا و اعود لأعترف بأن ما أقوله ليس إلا رد فعل غير أخلاقي ولا عقلاني على الرفض السخصيّ للبعض لي. فلا كل الصامتون متشائمون ولا كل المتشائمون صامتون ولا كل المتقرفين من عيشتهم رافضون لي.
كما أنه لا يحتمل كل رفضٍ صفة النبذ الشخصي.
إلا أني ضعيفة واهنة يقتلني الحزن رغم الابتسامة البلهاء الواسعة التي تفترش وجهي.
و خنوعة صامتة يكبلني الخوف رغم ما أحكيه من أحلام ملونة.
ولربما تراني أحسدهم، هؤلاء القادرون على التعبير عما يسكن في صدري من خوف ويأس وعدم اتزان.
أود التخلص من كل ذلك لكن أليس هذا أيضاً حلم وأمل؟ أتراني في محاولتي لفهم وشرح  ما أمقته في نفسي إنما أغذي الأمل والحلم بتغييره وبأن أصبح أفضل فلا يرفض حبي أحدهم أو يتعالى الآخر علي ويسخر مني؟
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق