expr:class='"loading" + data:blog.mobileClass'>

الأربعاء، 11 يونيو 2014

حلم

كان ينظر للفافة المراحم الورقية التي تدحرجت امامه على أرض المطبخ فانحنى يلتقطها لكنها كانت بقيت تددحرج ببطء حول قدميه قبل ان تبدأ بالصعود عليهما و الالتفاف حولهما. حاول ان يلتقطها بعزيمة اكثر بسبب الفوضى التي حدثت لكنه فقد القدرة على تحريك يديه إضافة الى ان اللفائف تكاثرت فجأة و أسرعت من وتيرة دورانها الجنوني حول فخذيه و بعد قليل جذعه.
كان ممتداً يرقب بصمت و بشئ من الهلع لفائف قماش الشال الابيض تثبته كمومياء مصرية.
انني في حلم, بدأ يردد ليهدأ من روعه و ليستيقظ
كان قد درّب نفسه منذ المراهقة المبكرة على أن يستيقظ حالما يجد نفسه في كابوس مرعب و كان ينجح لحد ما.
أنني في حلم.
لكنه لم يستيقظ و لم يتوقف الحلم.
هو لا يعلم لأي درجة ممكن للانسان ان يستعمل اليقين و هو نائم لكنه متأكد من فاعلية تقنياته للهروب من الاحلام المزعجة سواء التي يعيشها في الواقع او تلك في الأخيلة.
الأن عليه ان يهدأ قليلا و يترقب تتبعة هذا التغليف الذي يتعرض له. 
هل سأُدفن أم سيقدموني وليمة لحيوان خرافي؟ كان يتسأل.
لكن وفيما هو يفكر هكذا، بدأت إحدى اللفائف باللمعان فجأة و كأنها تعكس ضوءأ. لقد تحولت لخنجر او بالاحرى مطوة كبّاس كتلك التي اشتراها مرة اخوه الكبير عندما كان مراهقاً. 
المطوة تحركت بسرعة نحو رأسه فما كان منه إلا هزّ رأسه بسرعة كمحاولة أخيرة للأفلات و رغم عبثية ردّه فعله لكنه نجح في تجنب جرح مقطعي و اختفت المطوة.
هو كان يعلم أنه في حلم و أن الجرح حتى لو حدث لما كان ليترك أثراً في جبينه لكنه يعلم أيضاًُ ان الالم الناتج حتى لو كان في الحلم فهو مزعج جداً و قد يلتصق به بقية النهار.
حالياً وجد نفسه واقفاً في صالونه و قد تناثر شعره المقصوص بفعل مرور المطواة الحاد قرب رأسه. انحنى بسرعة يلمّ شعره و يصفه بعناية في قطعة من المراحم الورقية التي لم يعد لها وجود حول ساقيه 
كان عليه أن يلمّ كل الشعر القصير المتناثر. كلّه.
لفّ المرحمة بعناية ثم ربطها جيدا بخيط. 
قرّبها من شفتيه و بدأ يتلو شيئاً لم يعرفه ثم دفنها موضع قدميه في الارض الترابية لحديقة مرتبة. 
نظر حوله
إنه يعرف هذه الحديقة لكنه لا يتذكرها
كانت هناك فراشة مونارك بنيّة من تلك التي كانت تمتلأ بها قريته الصغيرة شمال مدينة حلب. تتبع الفراشة بعينيه و هي تطير بتثاقل حتى استقرت على مقعد اسمنتي بشع من اؤلئك الذين يملؤون حدائق وسط مونتريال.
و فجأة أفاق
و بعفوية مرر يده في شعره الكث ثم قام يغتسل 
طوال اليوم في عمله في الكاراج كان يفكر في الحلم الغريب و في الليل لم يستطيع الذهاب لسريره للنوم
كان القلق يستبد به 
هناك من يريد قتله 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق