expr:class='"loading" + data:blog.mobileClass'>

السبت، 21 نوفمبر 2015

خطر

أخاف الناس الذين يحتضنوني بقوة، الذين يقبلوني بشغف وتلتمع أعينهم لرؤيتي.  أخشاهم و هم يعقدون عليّ الآمال و يتفاؤلون بي.  أرتجف أمام ثنائهم و يتراءى لي مديحهم كمِنجل ملاك الموت.
لقد سبق لي أن كنت مثلهم. اقدم التحية العسكرية للصور، أقبّل يد القسيس في الشارع و انتظر الخلاص في الوجوه الوديعة للاطفال. ككل أبناء المحاضرات الحزبية التوعوية، كجموع مرتادي التعليم الديني و كأطفال الكشافة ... كنت انتظر.
كلنا كنا ننتظر.  نترقب و نعاين الطرق. نترقب عناوين نشرة الاخبار وأرفف المجمّعات الاستهلاكية. كنا انقياء كطفل حديث الولادة.  و كنا عاجزين مثله.
لعلنا أو لعلي لم انفع سوى في هذا. الانتظار. اصبحت احترفه و أبيعه و أتربح به. ثم توقف كل شيء. بالأحرى تحرك كل شيء. او انني اكتشفت حركته؟ تنبهت و كففت عن الانتظار و بدأت أعاين؟
حسناً فلنقل ان الامر اتخذ بعض الوقت قبل ان استنتج ان المعلمة كانت تكذب علينا بشأن توزيع المرحى للذين يلتزمون بالهدوء. كان أبناء المعلمات يقتسمون الثناءات و الامتحانات المغشوشة. لم تصلني أبداً الهدية التي وعدتني بها الراهبة لالتزامي بالحضور و لم يهنئني أبي يوماً على شيء.
و هكذا اكتشفت خطر ان تنتظر. ان تتأمل و ان تصلي.
و خطر ان تشتاق.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق