expr:class='"loading" + data:blog.mobileClass'>

الأحد، 14 يناير 2018

سانك 2

طوى شارل الصحيفة المجانية و وظبها في جيب حقيبته ليرميها فيما بعد في حاوية التدوير كعادته. نظر حوله لقاطرة المترو وسكانها الطارئين الذين كانوا من الشباب في غالبتهم أذ كان خط المترو متجه للجامعة. ورغم ذلك فقد انعكست روح القاطرة على وجوههم. كانت وجوههم تفقد رونقها وتتلون بالرمادي ما إن تُغلق عليهم الأبواب الميكانيكية. حتى الفتيات الجميلات منهم، والتي كان شارل يسترق النظر لهن بخجل واضح، كن يبدون كفراشات مغلقات الأجنحة ينتظرن بإرتياب وشوق لحظة الإفراج.
بقي يفكر في ذلك طوال هبوطه في المحطة و مشيه تحت نتف الثلج المتساقط ثم وصوله للبناء حيث شقته حيث التقى في المدخل بسانك تتحدث مع البوّابة لوسيان..
- ما أفعل به؟ كانت سانك تلوح بكتيب صغير...
- لقد قالت لي أنك من المداومين على مجلتهم و أن هذا الكتاب هو إصدار و أن عليك دفع ثلاث دولارات. ..
- ودفعتي لها؟
- طبعاً..
- لوسيان، قالت سانك منزعجة، لقد فتحت لهم الباب بالصدفة ولم يكلّوا يرسلوا لي بإصداراتهم ..
- إذن اتصلي بها لتعود وتأخذ الكتاب و ترجع النقود..
- لوسيان هذا خطأك أنا لم أوكلك يوماً لاستلام أي شئ ..
- بلى..
- اللعنة، قالتها وهي تخرج محفظتها لتعطي لوسيان ثلاث دولارات ثم تنبهها لألا تستلم أو تدفع أي شيء قبل معرفتها. ..
في المصعد، تحيّن شارل الفرصة ليتحدث مع سانك:
- هل هي ذاتها السيدة بطاقيتها البيريه البيضاء؟
- نعم، هل يرسلون لك بمجلتهم أيضاً؟
- لا، لقد قلت لها أني غير معمّد وأن أهلي بوذيين...
- هههه، ضحكت بخفة، ولو ؟ كان عليها محاولة اقناعك بالتعرف لله و بالاستفادة من القدرة الاعجوبية للسيدة مريم لإرشادك، قالتها وهي تهزّ الكتيب الصغير أمامه...
- وانت ماذا قلت لها ليبقى لديها أمل بتبشيرك و لتظل ترسل لك المجلة؟
- بف، رحبت بها باعتبارها راهبة. ماما تحمل دوماً احتراماً غريباً لكل ما له علاقة بالدين..رحبت بها وقلت أني ولدت كاثوليك..
- لا تستطيعين نسيان ذلك، دوماً تركزين عليه..
- تقصد ماذا؟ سألته بريبة..
- أصولك، عائلتك، اسمك ..
كان يفتح باب شقته عندما قال ذلك وبقيت سانك، او أناهيد سكر، في الممر أمام باب المصعد تنظر في الفراغ أمامها. ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق