expr:class='"loading" + data:blog.mobileClass'>

السبت، 21 مايو 2016

اختفاء

يوم جاءني خبر وفاتها،  كان اكبر عذاباتي هو تخيّل انها ستُسجن في قفص خشبي و تدفن في الأرض الجافة في العراء.  تبقى هناك وحيدة بين الغرباء واعود انا وحيدة للمنزل.. بدونها..
كان صدري يفيض بالغضب من هذا التفصيل بالذات. وددت الصراخ في وجوههم،  دفعهم و ركلهم و سحب جثمانها من بين اياديهم: لن تخطفوها ايها اللصوص،  لن اسمح لكم بسرقتها من بيتها،  ستبقى هنا...
كان هذا بيتها. هنا المرايا القديمة التي جلبناها معنا من البيت القديم. هنا موضع رقادها،  و هذه نافذتها المفضلة لمراقبة الجيران.
كيف؟ ستتغرب عن بيتها؟  عني؟  وسيتغرب البيت من دونها. مجرد حوائط شاحبة و تلفزيون قديم و فرن غاز بائس و مرايا شوبها التنظيف. مسكن بارد هجره الدفأ..
كيف يترك الاحباء احبائهم في القفر؟ لوحدهم؟ ألم يفكروا كيف سيقضون الليلة الأولى وحيدين وقد قرصهم البرد.
جسدها الغض الابيض كالرخام المصقول سيتحلل.  هكذا درسنا. هل يتحلل الرخام؟ هل تملأ الثقوب سطحه؟ تساءلت بجدية و فتحت مواقع المعرفة للبحث في الموضوع
يقولون ان الدود يأكل الجسد. يقولون انها ستختفي ولن يبقى منها سوى عظام واسنان وفروة رأس. اسنانها متآكلة. في طفولتها أُصيبت بالتيفوئيد مما جعل مينا اسنانها تُبري كالجبس المتعفن.
لا اعرف عظامهاا... لم اقابلهم يوماً.. .. اريد شعرها..
ناعم كستنائي.
احب الكستناء
اريد شعرها
ياليتني قصصت منه خصلة قبل ان يرفعوها في ذلك التابوت الغبي
ندمت كثيرا بسبب ذلك
ندمت

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق