expr:class='"loading" + data:blog.mobileClass'>

السبت، 1 فبراير 2014

مشروع قومي للحب2

بعد أن قرأ الرسالة أكثر من عشر مرات تنحى قليلاً من أمام الشاشة و شرد بأفكاره بعيداً. كان يحاول تخيلها. ليس شكلها بل طريقة تفكيرها.. إلى ماذا تطمح فتاة مثلها؟ بماذا تحلم؟ و متى تقرر المضي في أفكارها؟ كم عمرها؟ هل هذا أول الجنون ام انها معتادة على التصرفات الغريبة؟
أتراها مسكينة, وحيدة و بائسة تبحث عن اهتمام كيفما اتفق؟
لم لا؟
و ما العيب في البحث عن الاهتمام؟
على العكس لقد كانت شجاعة تماماً, لربما أكثر منه هو نفسه..
لكن ما الذي يقلقه في كل ذلك؟
كان قد قرر الرفض و ذلك منذ أول اتصال لها..نعم لقد أبدى الموفقة لكن ذلك لم يكن سوى تهرباً من فرضية إلحاحها و ربما كسر قلبها.. هو لن يرد أبداً و لن يضيع وقته في هذا الكلام الفارغ...
هه.. كتابة رسالة لفتاة لا يعرف منها سوى نبرة صوت كمذيعة الاخبار المسائية
ألن يكون ذلك نوعاً من الجبن؟
قرر أخيراً الرد لكن بكلمات قليلة
نعم و بصراحة كبيرة...لعلها تفهم
فكتب حالاً و ترك الرسالة دون إرسال لأن الاتفاق كان رسالة كل اسبوع...مع انتهاء النهار وجد نفسه يغير أخر كلمتين و يكبس زر الارسال...


انت مجنونة
لا اقولها لك لأنها ستسعدك
بل لاني حقيقة افكر فيها
مشروعك عن خطابات الحب التي تودين سبر تأثيرها في متغيرات المجتمع و غيرها من الجمل الانيقة التي رتبتيها قرب بعضها البعض لتقنعيني بالهبل الذي نفعله ليس سوى جنوناً

انت مجنونة
لا اقولها لك لاني افكر حقيقة بذلك فقط
بل لانك قد حفظت عني اموراً أنا نفسي نسيتها
أموراً مرت على الاقل منذ عام

انت مجنونة
لا اقولها لاستغرابي من قدرتك على تسجيل تفاصيل حياتي فقط
بل لانك فكرت للحظة انك قد لا تشغلي تفكيري

بعد ثلاثة ايام وصلته رسالة من تهاني

اللعنة
ثلاثة ايام و انا اهرب من الكمبيوتر كمن يهرب من النار
ثلاثة ايام و انا اتعوذ من سيرتك كمن يتعوذ من الوساوس
ثلاثة ايام احاول فيها ثني نفسي عن الكتابة اليك
ليس لشئ
سوى لاننا في بداية المشروع اتفقنا ان يكون هناك فاصل زمني بين الرسائل لا يتجاوز الشهر
فاذا بي اقضي اليوم بدون التفكير في مراسلتك بالعافية

فتحت تويتر و قرات كل ما كتبته منذ اكثر من عام
ذهبت الي كل حسابات من يتابعوك ابحث عن ردودك عليهم
ذهبت الي حسابك القديم على الفيس بوك و الذي لم تفتحه منذ اشهر
ذهبت للمدونات و وجدت مدونتك التي لم تذكر اسمك الحقيقي عليها و اعدت قراءتها
نعم
انه انت صاحب مدونة دنيا شمال
لا تسألني كيف عرفت
اسألني كيف لي لا اعرف
كلماتك افكارك لفتات وجهك كلها مطبوعة فيها
كلها أعرفها
أحفظها
كلها أستجديها

هناك 3 تعليقات: